منذ دخل مصطلح صدام الحضارات أو صراع القارات حياتنا مع إعادة تشكيل النظام العالمي الجديد ويبدو أننا لم نعد قادرين علي الاستغناء عن ممارسة كافة أشكال الصراع والصدام وخلال السنوات الماضية عايشنا هذه الممارسات بشكل خفي تارة وبصورة علنية ومحتدمة في أحيان أخري بين العديد من مؤسسات الدولة.
في حالة الصراع والصدام حول القوة والنفوذ والغلبة وإدمان السيطرة يدخل الوطن بأسره في متاهات وأزمات تضعف من مكانته وهيبته.
يقيني ان الصراع ما هو إلا بداية للتمزيق والتشتيت والضعف.
المؤسف أنه مع بداية تشكيل الهيئات الوطنية الجديدة لتنظيم الصحافة والإعلام بدأت حالة الصراع واضحة في تصريحات أعضاء الهيئات بالاستقلالية بعيداً عن المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام في الوقت الذي كنا نعتقد ونأمل بأن هناك نوعاً من التنسيق والتعاون للجهود وتوافق في الرؤي والخطط للعبور بسفينة الإعلام من أزماته ومشاكله وأخطائه وانفلاته في بعض الأحيان لأننا بوضوح في أمس الحاجة لكي يستقيم الإعلام تحت رؤية عامة وميثاق حاسم لأخلاقيات ومواثيق وقيم ينبغي مراعاتها فهناك مجتمع يستحق نضال حقيقي تسطره وسائل الإعلام بخطاب يهدف إلي غرس القيم الإيجابية والإنسانية في نفوس الناس.
وعلي الرغم من أن الهيئات مازالت في بداية عملها لكن التصريحات تتوالي عن التغيير الشامل دون أن نعرف حتي هذه اللحظة ما هي الأسس والمعايير التي يستندون عليها في سياسات التغيير القادمة.
الهيئات تريد العمل بشكل منفرد لم يكن من الممكن تجاهل ان الصورة يبدو فيها تغليب الأهواء والمصالح الشخصية علي مصلحة البلد.
هذه الحالة الإعلامية البائسة التي نعيشها لن تقود إلي الإصلاح الشامل الذي يريده الوطن.
بصراحة ما يحدث لن يقود إلا للفشل.
وفي الوقت الذي نري العالم يعمل وفق منظومة من التكامل والتشاور والتنسيق مازلنا نعشق العزف المنفرد والقدرة علي سحب البساط من الآخر والكل يبحث عن الشو الإعلامي الذي أدمناه بصورة مزعجة ليتهم يتذكرون ان الوطن ليس ملكاً خاصاً بل ملك للجميع.