لا أعتقد انه من قبيل الصدفة ظهور جثمان الشهيد عبدالرحمن محمد عبدالحميد الذي عثر علي رفاته منذ أيام قليلة بسيناء والذي استشهد أثناء حرب الاستنزاف وعثر علي رفاته بملابسه العسكرية وبطاقته الشخصية وعثر معه علي خطاب الاستدعاء الرسمي ورقمه العسكري وخزينتي سلاح.
لا أعتقد ان هذا الجثمان ظهر فجأة - بعد حوالي 50 عاماً عند حفر الطرق لاقامة أحد الجسور - إلا لتوصيل رسالة من الشهداء للمصريين في هذا التوقيت الصعب.. رسالة تقول ان رمال سيناء ارتوت بدماء الشهداء وانه في كل مكان ستحفرون فيه ستجدون جثمانا أو أثرا للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وحياتهم من أجل هذه الأرض فحافظوا عليها ولا تفرطوا فيها.
ظهور هذا الجثمان ذكرني بقول الأسير إبراهيم سليم الذي استضفته علي هذه الصفحة يوم حصل الأسري علي الحكم التاريخي من المحكمة الإدارية العليا بإلزام الحكومة المصرية بالقصاص للأسري المصريين الذين يصل عددهم إلي حوالي 65 ألف أسير خلال حروب 56 و67 والاستنزاف والذين ارتكبت إسرائيل وجنودها في حقهم أبشع المجازر والجرائم.. وبالمناسبة هذا الحكم لم تتحرك الحكومة خطوة واحدة لتنفيذه حتي الآن.
المهم ان الأسير إبراهيم سليم قال لي أثناء الحوار جملة توقفت عندها كثيرا عندما طالعت خبر ظهور جثمان ورفات الشهيد عبدالرحمن مؤخرا.. قال: "شاهدت إعدام زملائي بالرصاص.. وشاهدت رمال سيناء ترتوي بدماء الشهداء.. لو حفرتم حول مطار العريش ستجدون جثثا بالآلاف.. لقد كان اليهود يجبرون الجنود المصريين علي حفر قبورهم ويدفنونهم أحياء.. هذا غير العشرات الذين تسابق اليهود في قتلهم في الصحراء وعلي الطرق.. وهم في طريقهم لمعسكرات الأسر.
ظهور جثمان أو رفات الشهيد في هذا التوقيت اعتقد انه رسالة من الشهداء لكل من يفكر في التفريط أو التنازل عن الأرض.. رسالة إلي المصريين جميعا تذكرهم.. تماما كما ظهر أهل الكهف لكي يظهر الله للناس حقيقة الفتية الذين آمنوا بربهم ويثبت قدرته عز وجل علي إحياء الموتي وعظة للحاكم والمحكومين .. رسالة لأولئك الذين يفكرون في التنازل عن تيران وصنافير نقول لهم: احفروا الأرض ستجدون رفات شهداء مصريين ولن تجدوا رفات شهداء من جنسيات أخري وتحديدا سعوديين.. أتمني أن تصل رسالة الشهداء إلي الجميع.
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.