النتائج التي أسفرت عنها مباراتا الذهاب للمربع الذهبي لبطولة أوروبا لدوري الأبطال بالتفوق الكاسح لريال مدريد بقيادة الساحر رونالدو علي أتليتكو مدريد بثلاثية رونالدية مدمرة والفوز القاتل الذي حققه اليوفنتوس العملاق الإيطالي علي البطل الفرنسي موناكو في معقله بالإمارة ووسط جماهيره بثنائية تاريخية للقناص المرعب هيجوايين من صناعة الموهوب داني الفيس.. تلك النتائج أري أنها تؤكد أن نهائي كأس أوروبا الأغلي والأقوي في بطولات الأندية علي سطح الكرة الأرضية تقول بـ "الفم المليان" إن عرس هذا النهائي لا يدعو إليه ولا يقبل سوي الكبار فقط مع خالص احترامي للناديين الكبيرين جداً أتليتكو الإسباني بقيادة نجومه جريزمان وتوريس والحصان الأسود الفرنسي موناكو وهجومه المرعب بقيادة الموهوب الصاعد مابيه وفالكاو والذي أثري البطولة الأوروبية بفريقه الشاب في مغامرة رائعة حتي إنه يمتلك بلغة الأرقام لقب أقوي هجوم في الدوريات الأوروبية هذا العام.. ولذلك استحق كل من أتليتكو الإسباني وموناكو التأهل للدور قبل النهائي.. ولكن عند هذه المرحلة يبقي عامل الخبرة والأوراق الرابحة من أصحاب المهارات الخاصة ممن لديهم القدرة علي صنع الفارق أمثال رونالدو أفضل لاعب في العالم وهيجوايين وديبالا وبوفون باليوفنتوس.. وعامل الخبرة هنا يتمثل في خبرات اللاعبين بأسرار البطولة ومدي ما يتمتع به الفريق من انسجام وترابط بين خطوطه الثلاثة وتقاربها في المستوي الفني والبدني والتكتيكي بما يحقق التوازن المطلوب بين عمليتي الدفاع والهجوم ومن هذا المنطلق شاهدنا كيف لعب اليوفنتوس بهدوء وثقة وبتركيز وتنظيم دفاعي صارم بقيادة نجميه كلييني وبيونوتشي ومن خلفهما الحارس العظيم بوفون مع تطوير رائع ونموذجي للهجمات المرتدة الخاطفة السريعة عند الاستحواذ علي الكرة دون تسرع أو صربعة علي مرمي موناكو ولذلك تمكن اليوفنتوس ببراعة الكبار من السيطرة علي هجوم موناكو وترويضه مع الدقة في التعامل مع اللمسة الأخيرة للكرة فيما أتيح لهم من فرص مثلما فعل هيجوايين لينهي البطل الإيطالي مغامرة موناكو ويضع إحدي قدميه في نهائي العرس الأوروبي الكبير فالبطل الفرنسي في حاجة لمعجزة وهو يلعب في أرض البطل الإيطالي ليطيح به فمطلوب منه الفوز بثلاثية أمام جماهير السيدة العجوز الإيطالية صاحبة الشباك النظيفة علي مدار آخر 600 دقيقة لعبها الفريق بالبطولة الأوروبية في ظل امتلاكه لأدق تفاصيل التقاليد الدفاعية للمدرسة الإيطالية وهو ما جعله يطيح ببرشلونة العملاق بقيادة نجمه المعجزة الكروية ميسي.. والآن جاء الدور علي موناكو.. وشاهدنا كيف قاد رونالدو وبنزيمة ومودريتش وراموس نجوم الريال الفريق الملكي لعزف سيمفونية كروية وأداء جماعي عجز أمامه أتليتكو عن الصمود للموجات الهجومية المتلاحقة لفرقة رونالدو للفنون الشعبية الكروية التي أجادت خلخلة دفاعات أتليتكو رغم ما عرف عنها من صلابة وحسن تنظيم ليمطر رونالدو الفذ مرماهم بثلاثية تاريخية محققاً معها أرقاماً قياسية جديدة كأفضل هداف في تاريخ أوروبا ومتفوقاً علي ديستفانو أسطورة ريال مدريد بفضل مهاراته العالية في ترجمة الفرص لأهداف وانتصارات مدوية.. ولكن يبقي في مباراة العودة انتهاء اللقاء بالتعادل.. بأي نتيجة ليصعد ريال مدريد لنهائي العرس الأوروبي فهناك استحالة في إمكانية فوز أتليتكو بأربعة أهداف أمام الريال بطل أوروبا والعالم لنعيش معاً نهائياً تاريخياً بين اليوفي والريال.