الأخبار
جلال دويدار
قانون الاستثمار .. فريسة «لمافيا» تعطيل التقدم
ليس من تفسير لعمليات تعطيل وزراء ومسئولي الجزر المنعزلة في دولتنا لقانون الاستثمار الذي مضت علي مداولاته ثلاث سنوات بالتمام والكمال.. سوي أنه محصلة لغياب المسئولية الوطنية وتحكم الرغبة في الاستحواذ علي السلطة السلبية. لا هدف لما يسعي إليه الدهاقنة في دولتنا السنية سوي تعظيم وخدمة بيروقراطية الفساد التي ارهقت اقتصادنا.
هذه الفئة من مسئولينا لا يؤمنون ولا يقدرون الصالح الوطني وبالتالي فإنهم يقيمون مواقفهم علي اشباع الرغبة في ممارسة السلطة لحساب جماعات المنتفعين المتخصصين في وضع العقبات التي لا تسمح بالانطلاقة الاستثمارية لمصر المحروسة. لا يخفي علي أحد سوء النية في هذا التوجه الذي لا يخدم سوي ظاهرة الفساد التي أزهقنا وكانت سببا في عدم تقدمنا للحاق بالدول التي كانت قبلنا في كل شيء وأصبحت تسبقنا في كل شيء!!
حان الوقت لان نفهم وندرك أن اجهاض الجهود التي بذلتها وتبذلها وزيرة الاستثمار النشطة المتحمسة المنتجة سحر نصر هو هدف هذه العناصر المسئولة في دولتنا. ان نزعة الاحتفاظ بالسلطة غير المفيدة للدولة تسيطر عليهم إلي جانب وقوعها فريسة للغيرة التي تستهدف اغتيال أي نجاح لصالح هذا الوطن. هذا الانفلات المتمثل في هذه المشاعر والسلوكيات الضارة تتفاقم نتيجة غياب دور المايسترو الذي تتوافر له القدرة علي تحقيق الضبط والربط لجمع الجهود ووحدة الرأي في اتجاه خدمة الصالح الوطني.
لقد مضت الثلاث سنوات التي قضيناها في بحث ومناقشة قانون الاستثمار الذي يبشرنا بأن يكون تعامل المستثمر من خلال الشباك الواحد الذي يحصل منه علي كل ما يريده لاقامة مشروعه بعد تقديم جميع المستندات المطلوبة. بعد إحالة القانون إلي مجلس النواب الذي وافق عليه دخلنا في متاهات الخلاف علي اللائحة التنفيذية للقانون. حالة التخبط والتعطيل والتدخلات والاستقطاب من جانب اصحاب المصالح الخاصة لمنع اصدار القانون وتفعيله. ما سمعناه وتم تداوله اشار إلي أن نقاش وجدل مجلس الوزراء العقيم انتقل إلي ساحة مجلس النواب الذي اكتفي بالفرجة والاستسلام للتدخلات التي جردته من مسئولية وحق اصدار القانون.
ان ما حدث ويحدث لقانون الاستثمار في ظل هذا الفشل في اصداره.. يعطي احساسا بأننا مازلنا نستمرئ عادة النفخ في قربة مقطوعة.. التي كانت وراء تخلفنا المأساوي .. وسبب كل مشاكلنا وأزماتنا. الشيء المؤكد ان هذا الواقع الأليم يدمر آمال ووعود القيادة السياسية ويقضي علي طموحات وتطلعات الشعب في الحياة الكريمة التي تنهي معاناة الوطن ومعاناته.
ان مسئولينا الذين يقفون وراء هذا التخلف والخلل يفتقدون للمعلومات والرؤيا السليمة التي تجعلهم يجهلون أسباب نهضة معظم الدول المتقدمة كبيرة أو صغيرة ومنها علي سبيل المثال إمارة دبي التي فاقت وأبهرت الجميع. هذه الإمارة أصبحت تعتمد علي التواصل الالكتروني مع اجهزتها وسلطاتها لاتمام اجراءات أي مشروع في أيام قليلة من بدء التقديم عليه حتي تشغيله . هل هناك أمل حقا ونحن الدولة الكبيرة صاحبة التاريخ والمتوافر لديها كل الخبرات.. ان نتتمكن من مسايرة ما وصلت إليه هذه الامارة الصغيرة التي لا تتوافر لها أي مقومات سوي الحماس و الطموح والفكر وبعد النظر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف