الجمهورية
حمدى حنضل
إنقذوا صورة مصر
.. لن أبداً ساخناً فأكتب مثلاً أن هناك من بين المسئولين والقيادات وحتي الوزراء من يعمل - بقراراته غير المدروسة - ضد مصالح الوطن.
.. ولكني أقول.. سامح الله ذلك المسئول الذي أفتي بتقليص مكاتب الإعلام الخارجي لمصر بدول العالم.. لأقل من النصف.. فأساء إلي مصر وصورتها وانجازاتها.. وحتي تاريخها وتركه نهباً مستباحاً لكل قوي الشر.
.. وتوضيحاً أقول.. إنه لا أحد - في مصر - مسئول أو غير مسئول يمكن أن ينكر أو يتجاهل تلك الحرب الضروس التي تخوضها مصر في مواجهة هؤلاء الذين يشوهون صورتها.. حتي في الداخل.. ويسيئون إلي قادة مصر وروموزها بهدف إحداث شرخ في العلاقة بين المواطن وسلطات الدولة المختلفة.
.. وبشكل أقسي وأشد فتكاً وضراوة.. فإن مصر تواجه في دول العالم المختلفة حرباً لا هوادة فيها للإساءة لصورة مصر.. ورئيسها وقادتها وثورتها وشعبها وحتي حضارتها وأهراماتها ومائها ونيلها.. الخ.
.. وفي الوقت الذي تنفق فيه دول ومخابرات وجماعات ومنظمات مليارات الدولارات لتحقيق هذا الهدف.. وتشتري "ساعات" فضائية وصفحات إعلانية.. وشركات دعائية لتشويه صورة مصر وحقيقة ما يجري فيها وطمس إنجازاتها وتلويث حاضرها والضرب في مستقبلها نأتي نحن هنا - في مصر - وبأيدي عدد من وزرائنا لكي نفتح لأعدائنا الأبواب ولخصومنا كل الساحات كي يصولوا ويجولوا دون رادع أو مواجهة.
أننا نعيش عصراً استبدل فيه العالم الأسلحة والقنابل والطائرات والدبابات والجيوش النظامية بما يسمي حروب الجيل الرابع والخامس والتي تعتمد علي الدعاية المسمومة والإعلام الموجه كي تحقق نفس الأهداف وتفتك بالدول وتفتتها وتدمرها من الداخل بأقل التكاليف.
.. وسط هذا العالم.. تتصدر القرارات غير المدروسة واللاواعية.. بسحب "جنود المواجهة الإعلامية بالمكاتب المصرية بالخارج".. لكي نفسح الطريق للغزاة وأهل الشر والفتنة أن يحدثوا بنا ما يريدون.. وأن يحطموا صورة مصر.. ويدمروا كل مقومات نجاحها.. ويثيروا الفتنة في صفوف شعبها.. ويحرضوا الحكومات والنواب والإعلام والصحافة ضد مصر والمصريين.
كان لدينا "32" مكتباً إعلامياً مصرياً تمثل كتائب استطلاع إعلامية متقدمة لكل ما يحاك لمصر بالخارج.. وتتناول بالرصد والتحليل والرد علي ما يسيء لسمعة مصر وشعبها وقادتها.. للأسف وبدلاً من مضاعفتها فإنها تقلصت إلي 16 مكتباً.. ولا يعمل منها الآن سوي 7 مكاتب علي الأكثر.. فيما يداعب شبح الإغلاق باقي المكاتب.
.. إننا أمام كارثة حقيقية تدفع ثمنها مصر وشعبها وقيادتها.. تدفع ثمنها الأجيال الحاضرة.. والقادمة إننا بذلك نسلم مقاليد بلدنا لكل من هو ضدنا.. إننا نفقد أرضاً كانت لنا.. وشعوباً كانت معنا وقيادات كانت تؤازرنا.. وإعلاماً كان يساندنا وذلك بفعل أيدينا وبقرارات خاطئة من بعض المسئولين عنا.
.. من يصدق أن مكتبنا الإعلامي في اليابان يتم إغلاقه.. وفي الكوريتين.
.. ومن يصدق أن المكتب الوحيد في الدول الناطقة بثاني لغات العالم انتشاراً وهي اللغة الاسبانية قد تم إغلاقه في اسبانيا.. أما أمريكا اللاتينية الذين كانوا دائماً إلي جوارنا فقد أغلقنا كل مكاتبنا فيها بالضبة والمفتاح.
.. ومن يصدق أننا ونحن نتحدث عن العمق الافريقي وعودة مصر لافريقيا لا يوجد لنا إلا مكتبان أحدهما في اثيوبيا.. والثاني في جنوب افريقيا.. أما باقي القارة.. فلا!!!
.. من يصدق أن مكتبينا في باريس وبروكسل تحت سيف الرحمة؟!
.. لا أحد يحاول إقناع المصريين بأن "ترشيد" الانفاق يمكن أن يكون مبرراً لذلك القرار.. أو أن وزارة أخري تستطيع أن تقوم بالدور.. إننا نقتطع من "رأس جسر" متخصص لنهديه إلي آخر غير متخصص.. وتدفع مصر الثمن من صورتها وهيبتها وانجازاتها.
.. لم يعد الإعلام في العالم قائماً علي فهلوة أو دبلوماسية متأنقة.. إنه علم سريع التطور.. يحتاج إلي متخصصين علي أعلي مستوي لمسايرته.. ورصد وتحليل ومتابعة وردود لابد أن تتسم بالمهنية والشمول والتواصل الفعال علي الأرض.
.. لم يبق أمامنا الآن إلا أن نرفع الأمر للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي فإن قرار اللجنة الاقتصادية في 19 أكتوبر 2016 كان القشة التي قصمت صورة مصر في الخارج.. وحان وقت إخراج مكاتب الإعلام المصرية بالخارج من آثاره الشريرة.. ونتائجه المدمرة.. لأنها صورة مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف