الجمهورية
محمد العزاوى
انهيار القيم أساس المشاكل
رغم أن الحكم الصادر بإعدام المتهم بالاعتداء علي طفلة البامبرز قد أثلج الصدور بعض الشيء إلا أن هناك جرائم أخري حركت المشاعر في الفترة الأخيرة وأثارت العديد من التساؤلات حول هذه الكوارث الأخلاقية.. هناك أب يعتدي علي ابنته ومن المثير للأسي والاستياء أن شابا اعتدي علي ابن اخيه وهناك والدان عرضا ابنهما للبيع.. التساؤل الذي يدق الرأس بعنف ويتردد في الساحة ماذا جري لمجتمعنا الذي كان مضرب الأمثال في الالتزام بالقيم والتعامل بالأخلاق التي تصون لكل إنسان احترامه وتقدير آدميته؟ هل هذا العصر تدهورت فيه المبادئ الدينية التي تسمو بالبشر إلي أفضل درجات الرقي والتقدم! هذه الكوارث مع أنها فردية إلا أنها تعتبر مؤشراً خطيراً يتطلب دراسة اجتماعية عميقة وأبحاثاً تتناول كل أسباب هذا المنعطف الخطير الذي انحدر إليه المجتمع.
يبدو أن تدهور التعليم وغياب القيم الدينية الوسطية المعتدلة تلعب دوراً مهماً في إذكاء الكثير من هذه الجرائم الغريبة علي المجتمع كما أن غياب دور الأسرة في مراقبة الأبناء واليقظة في متابعتهم والدقة في متابعة كل من يترددون علي الأسرة أيا كانت درجة القرابة لأن ضعاف النفوس ينتهزون فرصة اختفاء هذه الرقابة وارتكاب بعض الحماقات.. دور الأسرة يجب ألا يغيب لحظة لأن رعاية النشء الصغير مهمة كل أفراد الأسرة.
الجرائم الأخيرة تشير إلي أنه لابد من تحرك كل مؤسسات المجتمع لنهوض كل منها بدورها مؤسسة التعليم يجب أن تتولي رعاية الأبناء وتوعيتهم وغرس القيم في نفوسهم منذ الصغر بالإضافة إلي حماية أنفسهم من أي محاولة للعبث بهم وارتكاب أي حماقات ضدهم كما يجب أن تقوم المؤسسة الاجتماعية بعلمائها وخبرائها لإجراء دراسات مستفيضة تتناول هذه الجرائم وأسباب انتشار هذه الظاهرة التي يجب أن تكون في بؤرة اهتمامهم والآمال معقودة علي هؤلاء الخبراء وأساتذة الاجتماع كل في محيط اختصاصه والخروج بنتائج تعيد لهذا المجتمع أمنه واستقراره ورعاية الصغار من أي اعتداءات كالتي شهدناها في الفترة الأخيرة كما أن وزارة التضامن الاجتماعي لابد أن نري لها تحركاً لمواجهة الأخطار التي تحيط بالأبناء.
في نفس الوقت لابد من أن نعيد الاهتمام بقيم الأديان السماوية التي تجاهلناها وتركنا الأبناء أمام الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي دون مراقبتهم وتوعيتهم بكل ما يتابعونه والابتعاد بهم عن كل الجوانب التي تعرضهم للانحراف ولا يفوتنا التحذير من تلك المسلسلات والأعمال الفنية الهابطة لأنها تلعب دوراً يساهم في انهيار القيم وتدني مستوي العلاقات بين أبناء المجتمع.. المهمة خطيرة ويتعين الانتباه إلي مدي خطورتها في انهيار المجتمع الذي تعرض لجرائم مثيرة ومزعجة كما أن غياب القدوة يساهم بشكل كبير في هذه المشاكل المجتمعية.. علي جانب آخر يجب تشديد العقوبات علي من يرتكب هذه الجرائم وتطبيق القانون والأحكام بسرعة لأن العدالة البطيئة تؤدي إلي تمادي البعض في ارتكاب هذه الجرائم والعدالة الناجزة أصبحت ضرورة ملحة حتي نعيد لأبنائنا الاهتمام والعناية لأن هؤلاء الأجيال مسئولية المجتمع بكل أطيافه ويجب ايضا دراسة هذين الأبوين اللذين عرضا ابنهما للبيع وأن تمتد الدراسة لكل من يرتكب مثل هذه الجرائم ويعرض أبناءه للبيع.. هذه المهام والتداعيات الخطيرة التي أشرنا إليها لابد أن تكون في مقدمة أولويات مؤسسات المجتمع المدني.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف