الجمهورية
السيد نعيم
"تلات ورقات".. مصرية/ أردنية/ فلسطينية
"تلات ورقات".. رواية جديدة اختزنت ثقافات 3 بلدان عربية هي مصر والأردن وفلسطين كتبتها بحرفية واقتدار الشاعرة والأديبة الدكتورة منال الشربيني التي تقول عن روايتها إن الرواية كانت قاسية للغاية ولكنها لم تخدش حياء اللغة فيها لم تغادر الروائية الأردن ولم تخلع مصريتها ولم تنس في كل الأحوال فلسطين تلك الدولة والقضية التاريخية القديمة الحديثة والتي لم تبرح مكانها بعد نحو الحل الأمثل والذي يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة منذ عام 1948 من القرن الماضي وحتي يومنا هذا.
الكاتبة والأديبة والمترجمة منال الشربيني تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية وعملت صحفية ورئيساً لقسم الدراسات والبحوث بجريدة الأسواق الأردنية.
وأحبت الترجمة وأخذت علي عاتقها نقل الأدب العربي وخاصة المصري والسكندري لكي يرانا العالم بلغتنا. يرانا علي ما نحن فيه وليس كما يصدر له كذلك قامت بترجمة الأدب العالمي بمفرداتنا كي نفهمه علي ما هو عليه مثل رواية كازانوفا لاندرو ميللر وصدر لمنال الشربيني ديوان ناي. نخيل. حابي في عمان بالأردن والرواية الجديدة تلات ورقات وتحت الطبع رواية مرايا يونس.
تقول الكاتبة في مقدمة روايتها وتحت عنوان أما قبل "لماذا علي أن أنبئك دوما عن المكان وعن الزمان؟ لماذا علي أن أحمل عبئاً حملته أنت طوال قرون وأنت تركز في تحديد تفاصيل الزمان والمكان؟ لماذا علي أن أتحدث إليك وكأننا نختلف باختلاف الأماكن والأزمنة؟ ولماذا ترهقني دوماً بما درجت أنت علي رؤيته وقراءته وسماعه ووصفه؟ لماذا لا تسمعني حين خروج. حين ميلاد. حين عذراء. حين شيطان أو حين وطن؟ هل اختلف حبك لي كثيراً أو قليلاً عن اليوم الذي ولدت فيه. أو يوم تخرجت في الجامعة أو يوم زفافي أو يوم جعلتك جداً. عماً. خالاً. أو ابناً؟
وتمضي الكاتبة تساؤلاتها التي أجابت عنها كلها من خلال سطور روايتها العميقة والمؤثرة.. فتقول لماذا لا يكون كلامنا غير مؤرخ بتاريخ أو محدد بجغرافيا وخرائط؟ لماذا؟ والرسائل التي أهديها لك اليوم هي نفس الرسائل التي قيلت من قبل؟
كل كلمات العزاء. الحب. الغضب. الحرب. السلام. بكل لغات الأرض تحمل نفس المعني: الموت وكل العبادات الرقيقة. المعاني الإنسانية. وحتي الحوار مع الرب لم تخرج عن كونها تقديم لما بعد الموت لم علي أن أوضح أين كنت. أو أكون ومتي وقعت أحداث أود سردها عليك كي يرتاح كل منا. فليكن الأمر كما آراه أنا هذه المرة. سأكلمك فقط عن الإنسان فليكن. الأمر ذات إنسان إذن. وسأترك لك تسمية الأماكن. ولتختر الزمان الذي يناسبك. لتكتشف بنفسك أنه لا فرق. لا فرق.
ورواية تلات ورقات تتناول بالتحليل والتفصيل الفوضي في أعماق ثلاث شخصيات هي الشخصية المصرية والشخصية الأردنية والشخصية الفلسطينية وتشير من طرف خفي إلي كم الغش والتدليس والمراوغة والتحايل علي الحق من أجل الحصول علي المراد من باب الغاية تبرر الوسيلة. وتناولت الكاتبة أيضاً ما آلت إليه القضية الفلسطينية ولسان حال واقع وأرض تحت سلطة الاحتلال وسيطرة الصهاينة الذين سعوا إلي سلب هوية الأرض والشعب الفلسطيني. تناولت الكاتبة أيضاً عن المجتمعات الفلسطينية الأردنية التي عاشتها من سلب ونهب وتدليس وحاضر ومستقبل مظلم حتي الآن ينتظر بفارغ الصبر إشراق شمس الحرية علي وطنهم الغالي والمسلوب حتي إشعار آخر.
الرواية طرحت أيضاً عدداً من القضايا وكلها تدور علي الغش والتدليس وإنكار الحقوق في حياة الناس وخصوصاً المرأة الفلسطينية والأرض والعرض والغربة وجمال عبدالناصر والضفة الغربية وحرب الخليج وسرقة الملكية الفكرية واستغلال النفوذ وكلها أمراض اجتماعية تعاني منها المجتمعات العربية بشكل عام.
تناولت الدكتورة منال الشربيني أيضاً مشاكل وأزمات اجتماعية وإنسانية وعاطفية بأسلوب سهل سلس قابل للفهم والاستيعاب من خلال أسلوب رشيق وكلمات مبسطة وتسلسل منطقي وواقعي للأحداث.
وتميزت الرواية بأنها طرح أدبي رفيع المستوي في زمن قلت فيه الأعمال الأدبية والروائية الجيدة والتي تستحق القراءة والاحتفاء بها والاهتمام بمتابعتها وسط هذا الكم الهائل من الأعمال الروائية سواء علي المستوي الأدبي والروائي أو الفني والذي أصبح طاغياً في حياتنا فما أدي إلي تراجعنا في كافة المجالات وأصبحنا نترحم علي الزمن الجميل الذي احترم آدمية الإنسان كثيراً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف