الجمهورية
ناصر عبد النبى
الفبركة الإعلامية
** شهدت الصحافة في فترة من الفترات ما يعرف بالفبركة الصحفية وهي تلفيق أخبار وقصص لشد القارئ اليها خاصة في الصحف الصفراء والدكاكين الصحفية وحاليا في بعض المواقع الاخبارية التي تحاول ان تجد لها مكانا وسط الساحة الصحفية فتحاول ان تستقطب بعض من جمهور الصحف الكبيرة ولكنها فشلت في ذلك بعد ان لفظهم الجمهور.
** وما حدث في الصحافة يحدث الان في الفضائيات الخاصة وتحديدا الدكاكين الفضائية والقنوات غير المعروفة وأحيانا في بعض القنوات المعروفة بجانب قنوات بير السلم التي تمارس نفس الدور الذي كانت تمارسه الصحف الصفراء منذ فترة والتي كانت تصدر تراخيصها من خارج مصر من قبرص ولندن لتهرب من العقاب.. ونفس الوضع الان في القنوات الخاصة التي تحصل علي ترددات من أقمار اخري تسير في نفس مدار القمر المصري نايل سات لنراها بسهولة ولكن دون ان تكون لنا سيطرة عليها.. فراحت تضرب بالاعراف الاعلامية عرض الحائط واختارت ان تنشر الجهل والشعوذة والسحر وهناك قنوات تسرق الافلام من دور العرض لتعرضها علي شاشتها وهذه مذيعة تناقش ظاهرة الطلاق تتصل بشخص تقول انه زوجها ويطلقها علي الهواء امام المشاهدين ومذيعة اخري أثارت الرأي العام في القليوبية بعد ان فبركت قصة بيع أب لطفله مقابل خمسة الاف جنيه بمدينة شبين القناطر بغرض الشهرة واثارة الرأي العام بعد ان اقنعت المواطن الغلبان الذي يبحث عن مساعدة لعلاج ابنه بأن هذا الامر في صالحه وسوف يجلب له المال اللازم لعلاج نجله ومازالت نيابة شبين القناطر تحقق في الواقعة.. وهذه مذيعة اختارت ان تنشر للناس قصصاً عن الجن والعفاريت وغيرها من الممارسات الاعلامية المفبركة.
** المهم ان هذه القنوات وهؤلاء الاعلاميون راحوا يبحثون عن وسيلة للشهرة ولفت الانظار وتحقيق نسب مشاهدة عالية علي مواقع التواصل الاجتماعي أملا في ان ينعكس ذلك علي مشاهدة القناة وجلب الاعلانات والاموال للاستمرار في تقديم برامجهم كل هذا أعطاهم المبرر في اللجوء لأي وسيلة حتي لو كانت الفبركة مستغلين فرصة العشوائية السائدة الان في الوسط الاعلامي وعدم المحاسبة او السيطرة علي هذه القنوات التي لاتجد من يعمل بها من الاعلاميين الحقيقيين فتلجأ الي أي شخص يبحث عن الشهرة والاضواء لتقديم البرامج ومن هنا رأينا السباك والحلاق والطبال إعلاميا ونسوا مهنهم الاصلية واعتمدوا علي ذاكرة الناس الضعيفة وراحوا يبحثون عن ضحايا جدد لايعرفون ما ضيهم لينصبوا عليهم ومن هنا تحولت تلك القنوات الي مرتع خصب للنصب باسم الاعلام وراحوا يبحثون عن وجاهة اجتماعية ليسوا اهلا لها كل ذلك في غيبة الضوابط والقوانين المنظمة للمهنة.
** وامام هذا المشهد يظل الاعلام القومي ممثلا في الهيئة الوطنية للاعلام او اتحاد الاذاعة والتليفزيون "سابقا" هو حائط الصد والمدافع عن القواعد والاصول الاعلامية المهنية برغم ما يعانيه من مشاكل وأزمات الا ان إعلام الدولة لايمكن ان يقارن بإعلام الافراد الذي يعتمد اساسا علي قناعة مالكه فيما يقدمه من اعلام.
** وأمام هذا المشهد الملتبس نعلق الامال علي الهيئات الاعلامية الجديدة ان تضع القوانين المنظمة لعملها لتحمي المهنة من الدخلاء ونحافظ علي الاصول والاعراف الاعلامية والمهنية وتقضي علي العشوائية. والامل أيضا في نقابة الاعلاميين أن تحمي المهنة ممن يحملون كارنيهات اعلامية الان من قنوات بير السلم ولايمتون للاعلام بصلة.. فهل يعقل ان كل من هب ودب يحمل كارنيه إما إعلامي أو صحفي دون ان يكون لهم صلة بالمهنة ويتعاملون مع بعض المسئولين بهذه المسميات فأين القانون في انتحال صفة صحفي أو إعلامي؟!
اليست هذه فبركة إعلامية؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف