* لا.. ثم لا.. ثم لا.. لا تقل لي هذه الزيارات السريعة المتتالية للسيد الرئيس في المنطقة العربية "لتعزيز العلاقات الثنائية في إطار علاقات الأخوة المتميزة التي تجمع البلدين.. واستعراض الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا.. و.. و..". كلام ديبلوماسي تتم كتابته قبل الاجتماع. بل ربما قبل السفر. فبعد 67 سنة صحافة محترفة. بل بعد عمر 88 عاماً في بيت "يتنفس صحافة". يُصدر أكبر صحيفة عربية.. اسمحوا لي أن أستنتج.. أو حتي "شطحة خيال" لمن قضي عمره في خيال الدراما.. اسمحوا لي أن أحلم وأتصور أننا علي شفا أعظم وأخطر قرارات عالمية دولية سعينا إليها منذ عام ..1948 نحن علي شفا موعد مع تاريخ كان بكل المقاييس أبعد ما يكون عن التحقيق.
* * *
لست مجنوناً.. أو علي الأقل متفائلاً أكثر من اللازم.. فالجوعان يحلم بسوق العيش!!
تعالوا نستعرض أحداثاً قريبة..
مبادرة الرئيس السيسي لحل قضية فلسطين منذ أسابيع..
ــ حتي لا تقول لي: اشمعني السيسي الذي يقوم بدور كيسنجر؟!!
ــ فأرد عليك: لأنه صاحب المبادرة. وهو الذي أرسل وزير خارجيته إلي القدس ليقابل رئيس وزراء إسرائيل في مكتبه. رغم أنف هؤلاء الذين لا يعملون شيئاً. ويهاجمون من يعملون.. ثم المقابلات الحميمية مع من بيده 99% من الحل النهائي "علي رأي السادات".. وهو ما حدث فعلاً.. حتي وصلنا إلي كامب ديفيد.. وبعد المقابلات الثنائية مع ترامب. والاتصالات مستمرة.. والثقة متبادلة لأبعد الحدود.
أكثر وأكبر وأفضل من هذا كله.. مفاجأة حماس.. لا يمكن تصديق أن هذا جاء من فراغ.. ودون مقدمات وتمهيد. ووعود.. وكلام كثير.
أعتقد أن هناك مؤشرات أخري. والجو فيه شيء ما خطير للغاية.. وأن الليل بدأت نهايته.. رغم طول السفر.. هناك هلال رفيع في السماء أو الخيال.. يعلن عن مولد "قمر 14".. حتي لو كان في الخيال.. فهو أمل نسعي إليه.. من كان يصدق أن نحطم خط بارليف وتنسحب إسرائيل بأقل قدر من زمن الحرب؟!.. كل شيء ممكن.
* * *
وهذا أيضاً من الخيال والتخمين.. لقد فكر الرئيس السيسي في مؤتمر قمة جديد.. وأن القرارات المهمة يجب أن تسبقها مقدمات وإقناع.. وهذا لا يأتي إلا بالاجتماعات الثنائية.. كل هذا مجرد استقراء للأحداث. وسفريات عربية سريعة.
ويجب ألا ننسي أن "الربيع العربي" أنهي حكم بعض الرؤساء الذين كانوا السبب الرئيسي فيما وصلنا إليه. نتيجة عنجهية بلا خلفية. وتسول شعبية زائفة. تفتقد النظر البعيد والعقل السليم. والسياسة الحكيمة.
* * *
ماذا لو كنا سمعنا كلام الحبيب بورقيبة عام ..1961 هل كنا وصلنا إلي ما نحن فيه الآن؟!!.. ماذا لو كان قد استجاب عرفات لدعوة كامب ديفيد. وأو حتي ميناهاوس. رغم أنف صدام؟!!
نحن بلاد الفرص الضائعة.. يجب أن نفيق ونتحمل مسئولية حماقة بعض الرؤساء القدامي.. ولو أدي الأمر إلي أن يجتمع رؤساء 22 دولة عربية مع نتنياهو في القدس.. سنفعل!!