الوفد
علاء عريبى
أزمة مياه المليون فدان
تابعت خلال الفترة الماضية بعض المناقشات حول مشروع المليون فدان، آخر هذه المناقشات كانت مساء السبت الماضى فى برنامج الإعلامى عمر أديب، وللأسف الشديد أصبت بحالة إحباط واكتئاب بسبب تضارب الملعونات والأرقام بين المعنيين بالمشروع، خاصة معلومات وبيانات وأرقام وزارة الري، وقد استمرت المناقشة لأكثر من ساعة، وسادت حالة من الخشونة والحدة، وفى النهاية لم نعرف: هل نمتلك مياه جوفية تكفى زراعة المساحة المعلن عنها؟، وما هو حجمها؟، وما هى الفترة الزمنية التى سنعتمد فى رى المساحة عليها؟، هل ستكفى لمدة 50 أو 100 سنة؟، وما هى تكلفة استخراج متر المياه من الآبار؟، وما هى المحاصيل التى يمكن زراعتها وتأتى بعائد يغطى تكلفة المشروع: استخراج مياه، كهرباء، معدات، أسمدة، كهرباء ومياه للقرى، طرق، وسائل نقل، عمالة مساعدة.
للأسف الشديد اختلفوا فى كل شىء، فى حجم مياه الخزانات الأرضية التى سيحفى فيها الآبار، تجدد مياه الخزانات، عمق الآبار، تكلفة استخراج المياه من الآبار، مصادر الكهرباء التى تستخدم، شمسية، ديزل، فترة رى المحاصيل، فى النهار أو الليل، حجم المياه التى يحتاجها كل فدان طوال العام، نوعية المحاصيل التى تصلح للتربة ولتوفير عائد مادي، كنا نسمع المعلومة وعكسها.
زمان شاهدت فى منزل جدى كيفية دق الطلمبة الحبشية، (كنا ننطقها بالتاء والراء: ترمبة)، كان العمال يدقون مواسير حديدية فى الأرض، ويقومون بنزالها فى عمق الأرض حتى تخر المياه نظيفة ومتدفقة، بعد فترة، ربما سنة أو أكثر تقل المياه التى تخرج من الترمبة، كما أنها تنزل عكرة ملوثة بالطينة، ويحضر العمال ويضيفون بعض الأمتار من المواسير، وينزلون بها إلى عمق أكبر، إذا خرجت معهم المياه اشتغلت الترمبة، وإذا خرجت عكرة ينتقلون بالمواسير إلى موضع آخر يدقون فيه الترمبة، يبعد الموقع الجديد عن القديم مسافة بعض الأمتار، الشىء نفسه كان يتم فى الساقية، يحفرون البئر، وتدور الساقية فتنقل المياه من البئر إلى «الأناية» ومنها إلى الغيط، بعد فترة ينشف البئر وينتقلون إلى مكان آخر يبعد عن القديم بمسافة ويحفرون البئر الجديد، وفى الترمبة والساقية كان الاعتماد على المياه القريبة من سطح الأرض، لأن النزول إلى أعماق أكبر سوف يكلف الفلاح العديد من المواسير، وبالتالى مبالغ أكبر.
وزارة الرى مطالبة ان توضح لنا الصورة بشكل محدد، هل توجد مياه تكفى زراعة المساحة؟، وهل تتوفر مياه لمعيشة أصحاب الأرض والعاملين فيها، وهل ستكفى الماشية والطيور التى سيربونها؟، وما هو عمر هذه الخزانات؟، هل ستكفى لمدة مائة سنة فقط أم اكثر؟، وماذا بعد المائة سنة؟، هل ستتحول القرى لأطلال؟، وهل سيهجر السكان الأرض والمساكن؟، وما هى تكلفة هذا المشروع خلال المائة سنة: مياه، كهرباء، معدات، مباني، عمالة، أسمدة، شق طرق، وما هى تكلفة متر المياه بعد عام وبعد 10 و20 و50 سنة؟، ووزارة الزراعة مطالبة بان توضح لنا ما هى نوعية المحاصيل التى تأتى بعائد يوازى هذه التكلفة، ساء المحاصيل الشتوية أو الصيفية؟، وما هى نوعية المحاصيل التى تصلح لأرض صحراوية مالحة وأخرى فى منطقة ترتفع بها درجة الحرارة؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف