زكى مصطفى
يا مبدعين.. يا - ثقافة رمضان
سمعنا وقرأنا منذ فترة.. أن وزارة الثقافة أعدت مشروعاً بالتعاون مع وزارات: الشباب والتعليم والأوقاف.. لإقامة جسر ثقافي حقيقي بين المنتج الثقافي في المجتمع ومستهلكيه.. خاصة بين الشباب الراغبين في المعرفة وممارسة الإبداع.. والمتطلعين إلي تخطي حاجز الأمية والجهل.. وهم بالملايين طبعاً.
انتظرنا تنفيذ هذا المشروع حتي كتابة هذه السطور.. ويا ليتنا نفاجأ ببدء تنفيذه مع حلول شهر رمضان المعظم. الذي تعلن فيه وزارة الثقافة بقطاعاتها المختلفة عن أنشطتها طوال هذا الشهر وأغلبها لا يمت للإبداع الثقافي بصلة.. لأن الوزارة تمخضت عن قطاعات ومؤسسات تحولت ميزانياتها إلي رواتب ومكافآت لآلاف العاملين والمستشارين ـ وما أكثرهم ـ من خارج الوزارة!!
وفي رأيي.. والذي يشاركني فيه أغلبية أهل مصر.. أننا في هذه الأيام تحديداً.. في حاجة إلي هذا المشروع الذي سبق أن أعلنت عنه الوزارة.. بشرط أن يثمر عن خطة تنفيذية حقيقية للارتقاء بالعمل الثقافي من خلال المواقع الثقافية المنتشرة في أرجاء المحروسة.
هل تنتهز الوزارة فرصة حلول شهر رمضان. وتقوم بتنفيذ هذا المشروع الذي مازال حبراً علي ورق؟!!
وهل أذكِّر جهابذة الوزارة بضرورة الاحتفاء بالمناسبات الوطنية التي تحل خلال رمضان.. ومنها: نصر العاشر من رمضان.. وثورة يونيه؟!.. علي أن تكون فعاليات هذه الاحتفالات بأسلوب يختلف عما سبق من فعاليات في الأعوام السابقة.. فللأسف مازال الواقع الثقافي يبدو وكأنه استمرار لما كان طيلة السنوات الماضية. وليس فيه الجديد الذي يمكن أن يشعر المجتمع بما يطلق عليه "ثورة ثقافية" تواكب ثورتي 25 يناير و30 يونيه.
صحيح أن الثورة الثقافية مسئولية المجتمع بأسره.. وجميع الوزارات وليست وزارة الثقافة وحدها.. لكننا نضع عليها كل الآمال.. خاصة أن الواقع الثقافي.. حتي الآن.. امتداد لما حدث في العقود الأخيرة.. ما رأيكم.. دام فضلكم؟!.. وإذا كنتم توافقونني.. توجهوا بالدعاء بأن يتجدد مناخنا الثقافي. ويتطور لأنه الضمان والأمان الحقيقيان. لكي يصل مجتمعنا إلي شاطئ الاستقرار. وإتاحة الفرص في كل مجالات العمل للمثقفين والمبدعين الحالمين بمستقبل أفضل وأكثر استقراراً لوطننا في ظل الوضع الرافض.. قولوا يا رب.