التنظيم الجديد الذي أعلن عن قيامه في جنوب اليمن. نتيجة طبيعية لتطورات الأحداث منذ هبت علي اليمن عواصف الفوضي الخلاقة في التسمية الصهيو أمريكية. والفوضي المدمرة في الواقع العربي.
التنظيم الجديد لا يستهدف المشاركة في الحياة السياسية اليمنية. بالدعوة إلي إلقاء السلاح. والحرص علي المواطن اليمني البسيط الذي تخطت ظروفه الاقتصادية القاسية حد الفقر. جاوز اليمن السعيد تسميته. فهو الآن أفقر دول العالم. ثمة أكثر من مليوني طفل لا يذهبون إلي المدارس لغياب الأمن. وانعدام الموارد المالية. ولجوء 60% من المواطنين إلي الاستدانة. وتجنيد الأطفال في الميليشيات المتصارعة. وتزويج البنات في سن الطفولة. وعانت المرافق الضرورية كالمياه النقية والكهرباء والصرف الصحي تدهوراً قاسياً زاد من عمق المأساة.
وكما خلصت اليونسيف في تقرير لها. فإنه صار ملحاً علي أطراف النزاع والمجتمع الدولي أن يحولوا دون حدوث مجاعة في اليمن. وتأمين إمدادات لاحتياجات المواطنين الضرورية.
حين توحد شمال اليمن وجنوبه في دولة واحدة. فقد مثلت استعادة دولة اليمن وحدتها بادرة أمل وسط الغيوم المتكاثفة في الأجواء العربية. ظلت فكرة الوحدة أملاً للشعب العربي منذ أفلحت المؤامرات في إنهاء وحدة مصر وسوريا. أضافت دولة اليمن الموحدة إلي خطوات الوحدة في الوطن العربي. وأهمها ـ بلا شك ـ دولة الإمارات العربية المتحدة.
من الخطأ تصور أن التطور السلبي الأخير في اليمن نتيجة الحرب الأهلية وحدها. بل هو يعكس تأثيرات الحكم الديكتاتوري الذي فرضه عبدالله صالح علي إقليمي اليمن منذ توقيعه علي وثيقة الوحدة. أهمل صالح ما نشأ من حساسيات في أعقاب قيام الدولة الجديدة. وحرص علي ممارسة أسلوبه التآمري. إلي حد خوض الحرب ضد ساسة الجنوب الذين شاركوه استعادة الدولة الموحدة لليمن.
ظل التآمر سمة حكم عبدالله صالح. لم يفرق بين موارد اليمن وحسابه الشخصي. أهمل زيادة مساحات زراعة القات. فضلاً عن استيراده من أثيوبيا وجيبوتي. تظل خيمة الغيبوبة مسدلة علي المواطنين. وفرغت الخزينة اليمنية مقابلاً لودائع علي صالح في البنوك الغربية. وتحولت اليمن إلي واحدة من أفقر دول العالم. وهو الدافع الأهم لاستجابة الشعب اليمني لنداء الثورة. قبل أن تفلح القوي الدولية وإيران في صرف الثورة عن مسارها. وتحول اليمن إلي ساحة حرب أهلية يدفع المواطن البسيط ثمن ويلاتها.
ما يجري في جنوب اليمن انعكاس لتطورات الأحداث الدامية في اليمن جميعاً. لكن الدعوة إلي الانفصال لا تمثل حلاً إيجابياً سواء للجنوب أو لدولة الوحدة. غاب عنها تدبر ردود الأفعال المتوقعة من الفصائل التي جعلت أرض اليمن. شماله وجنوبه. ساحة لصراعاتها.
من حق التنظيم الجديد في الجنوب أن يتحول إلي قوة سياسية تعمل لصالح المواطن اليمني. بصرف النظر عن انتماءاته القبلية والطائفية. ومن واجبه أن يضم إلي عضويته من يشفقون من المنزلق الذي تمضي فيه بلادهم. فلا يضيفون إلي المأساة التي تعانيها مأساة جديدة.
كلمة مباشرة
جمال العليمي
بدل ما تطبخوا بالطماطم..
البطيخ أرخص!!