والله لم نر في حياتنا مجلسا يمثل شعبه يوافق على التتازل عن أراضي الوطن بكل سهولة إلا في مصر، بعد أن قررت حكومة إسماعيل التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وإحالتها لمجلس النواب لإقرارها، ضاربة بحكم القضاء عرض الحائط، الذي أكد بطلان الاتفاقية وأن الجزيرتين مصريتان. ولم يكتف المجلس الموقر بالتنازل عن أرض الوطن بل تعدى ذلك بمشروع قانون لبيع الجنسية المصرية لمن يريد من رجال الأعمال العرب والأجانب، حتى اليهود الذين يسعدون بهذا القانون الذي يمنحهم الجنسية المصرية بحفنة دولارات، وليعود اليهود لمصر بسهولة ودون حروب، وعلى الرغم من أن هذا القانون ضد أمن مصر القومي فإن حكومة إسماعيل لا يهمها كل ذلك، ولكن الأهم عندها هو جمع الدولارات وخفض العجز في الميزانية، وليذهب الوطن إلى الجحيم وتحيا مصر على طريقة السيسي، ويبقي مجلس النواب حرا مستقلا، وليعيش الفقراء في النار، متناسين أنهم أقسموا بالحفاظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه، وتجاهلوا معاناة الفقراء وأصحاب المعاشات الذين يموتون جوعا ومرضا.

وتعيش الحكومة في رغد من العيش في رفاهية وليستعد زبانية الحكم لتجديد البيعة لزعيمهم لكي يحكم شعبا فقد كل وسائل الحياة الكريمة، ولتذهب ثورات المصريين إلى ذاكرة النسيان.