الأخبار
حمدى الكنيسى
إنها داخل قفص الاتهام
اتجهت.. إليها اصابع الاتهام، ودخلت ـ وستظل داخل قفص الاتهام، وهذا ما تكرر مرتين خلال هذه الأيام، وقد مثل الادعاء في المرة الأولي الفنان القدير المثقف »محمد صبحي»‬ ومثل الادعاء في المرة الثانية »‬الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبوالغيط، والوزيرة المتألقة فكرا ونشاطا نبيلة مكرم والوزيرة السابقة ميرفت تلاوي، والدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، والسفيرة الدكتورة هيفاء ابوغزالة.
المرة الاولي : كان ذلك اثناء »‬المؤتمر الدولي الرابع لجودة التعليم عندما وجه الفنان محمد صبحي أصابع الاتهام صوبها.. أعني »‬الدراما المصرية» حيث قال انها تهدم احيانا قيم المجتمع فنري مثلا ـ »‬المرأة» في السنوات الماضية إما خائنة او تاجرة مخدرات أو عاهرة مما يسيء.. بل يشوه صورتها!!.. والمصيبة أن »‬الدراما» لا ترتكب هذه الخطيئة إزاء المرأة فقط، فها هي قد جعلت المثل الذي يقتديه الاطفال هم حاملو الجنازير او السنج، تماما مثلما دمرت من قبل العلاقة بين المعلم والطالب!! هكذا وضع محمد صبحي »‬الدراما».. في قفص الاتهام.. دون ان يظهر من يدافع عنها لانه لن يملك مبررا يستند اليه.
المرة الثانية: كان ذلك أثناء مؤتمر الاعلام وقضايا المرأة الذي عقد في جامعة الدول العربية علي هامش »‬يوم الاعلام العربي» وتحدث فيه الامين العام احمد ابوالغيط، وأدارته باقتدار السفيرة الدكتورة هيفاء ابوغزالة الامين العام المساعد ورئيس قطاع الاعلام والاتصال.
ولم يكن مفاجئا ان تجتمع آراء المتحدثين حول ما يعتبر إدانة صارخة واتهاما حاسما للدراما المصرية خاصة في السنوات الاخيرة، هكذا تحدث »‬أحمد ابوالغيط»، وهكذا تحدثت الوزيرة المتألقة فكرا ونشاطا »‬نبيلة مكرم»، وهكذا تحدثت السفيرة والوزيرة السابقة »‬ميرفت تلاوي» وهكذا تحدثت الدكتورة »‬مايا مرسي» رئيس المجلس القومي للمرأة، وهكذا تحدثت انا شخصيا.
هكذا تحدث الجميع وكأنهم يستكملون ما قاله الفنان محمد صبحي وان كانوا قد أضافوا إلي ماذكره امثلة أخري تؤكد خطورة الاعمال الدرامية التي تعتمد علي الاثارة بمختلف اشكالها علي حساب القيم والمبادئ، وكأنها تتعمد الاساءة الي المرأة وتشويه صورتها في الوقت الذي انطلقت فيه المرأةالمصرية بعد ثورة يونيو علي طريق تحمل المسئولية بكل جدارة وفي جميع المجالات السياسية والبرلمانية والثقافية والاجتماعية.
ولكن: هل نكتفي بمشاهدة »‬الدراما» وهي داخل قفص الاتهام المخزي؟! أم انها دعوة صريحة وملحة الي تبرئة ساحتها اذا ما تذكرت رسالتها وتخلصت فورا من عناصر ارتباكها وتخبطها؟! وهي ايضا ـ دعوة صريحة وملحة للنقابات الفنية والاعلامية لتقوم بدورها في محاصرة أية افلام أو مسلسلات تنزلق الي تلك الاخطاء الرهيبة، ودعم ومساندة الدراما النظيفة.. الواعية.. المدركة لرسالتها الاجتماعية والوطنية والانسانية.

»‬للشعر.. كلمة»
لا تأسفن علي غدر الزمان
لطالما رقصت علي جثث الاسود كلاب
لا تحسبن برقصها تعلو علي أسيادها
تبقي الاسود أسودا والكلاب كلابا

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف