جلال دويدار
قرار للأزهر يؤكد ثوابت سياساته ومواقفه
القرار الذي أصدره الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الشريف بإعفاء الدكتورأحمد حسني رئيس جامعة الأزهر من منصبه لقي القبول والترحيب. وفقا لتطورات الأحداث فقد اتخذ الدكتور الطيب هذا القرار علي خلفية إقدام الدكتور أحمد حسني علي تكفير الكاتب إسلام بحيري ووصفه بأنه مرتد عن الاسلام رداً علي ما يبديه من آراء يراها تتسم بالتجاوز تجاه هذا الدين العظيم.
قرار شيخ الازهر المستمد من مسئولياته والتزامه بمبدأ حظر تكفير أي مسلم إن دل علي شيء فانه يدل علي مصداقية وثبات المؤسسة العريقة فيما يتعلق بمواقفها وتوجهاتها دون تفرقة. انه يعكس توافقاً مع ما توصلت إليه هيئة العلماء المنبثقة عن الأزهر بأنه ليس في تعاليم أونصوص الدين ما يقضي بتكفير المسلم حيث أن ذلك يخضع لشروط وقواعد محددة لا يمكن الخروج عنها أو تجاوزها.
ليس من معني لهذا الاجراء الحاسم والقوي من جانب شيخ الأزهر سوي أنه رفض للانسياق وراء المهاترات التي لا عائد من ورائها سوي توفير المبررات لاعداء الاسلام لمحاربته والقيام بعمليات التشويه.
ما اقدم عليه بقراره ضد رئيس جامعة الأزهر يؤكد الاصرار علي حماية القلعة الاسلامية التاريخية التي يتولي مسئولية ادارة شئونها. انه يعني رفض كل محاولات توريطها في معارك جانبية لا تخدم الاسلام الصحيح القائم علي الوسطية النابذة للتطرف. تم ذلك واضعا في الاعتبار ما يتعرض له الدين الحنيف من حملات تشويه يشارك في تأجيجها الخوارج والجهال.
لا جدال أن هذا الموقف الواضح تجاه أي خروج عن ثوابت وفكر الأزهر الشريف يعد دعوة الي كل أصحاب الفكر المتطرف والمخالف والمتناقض مع قيم ومبادئ الدين الاسلامي لمراجعة انفسهم وفكرهم وما يصدر عنهم من اراء. أنهم مطالبون بتصحيح أي تجاوز او خروج يمس قدسية الدين ويسمح لجماعات الخوارج التي أصبحت عبئا علي الدين ما يمكن استخدامه لممارسة الجرائم التي ليس من عائد لها سوي الاضرار بالمسلمين وتشويه الدين.
ليس من توصيف لهذا التحرك من جانب شيخ الأزهر ضد تجاوز أحد المنتمين للازهر الشريف سوي أنه تأكيد علي رفض الازهر الشريف لاي فكر أو رأي يمكن استخدامه سلاحا لصالح التطرف بما يؤدي الي تشويه للدين.
كم أرجو أن تكون محصلة هذا القرار مزيدا من الفهم العاقل للدور البناء الذي قام ويجب ان يقوم به الأزهر الشريف وعلماؤه الافاضل.. هذا الدور البناء الذي يتبناه الازهر لابد من أن يزيد من احترامه وتبجيله. علي هذا الاساس فانه يتحتم التصدي لما تشهده الساحة من تجاوز وخروج في الانتقاد لاداء الازهر لرسالته.. فيهذا الشأن فانه مطلوب من الجميع العمل علي دعم ومساندة ومساعدة الأزهر في القيام بمسئولياته بما يتفق ويتوافق مع صالح الدين و المجتمع.