أكاد أصاب بالجنون من كثرة التفكير.. عندما أنظر لحال بلدي وأتساءل: كيف لبلد يمتلك اطنان الذهب.. ومع ذلك يتسول قوت يومه؟!
معادلة كفيلة بمن يتصدى لها أن يقضي بقية حياته، داخل أسوار مستشفى الأمراض العقلية بالخانكة، وها أنا على مشارفها من غير مقاطعة!!
فللاسف الشديد، كنا دائماً نقول ونردد أن مصر تمتلك موارد ذكية، وفى نفس الوقت ليست علي نفس مستوي الذكاء، قادرة على إهدار وتبديد كل هذه الموارد، وكأننا امام ملياردير ترك كل ثروته لابن فاقد العقل والأهلية، فماذا سيفعل بكل هذه الثروة غير تبديدها وبعثرتها يمينا وشمالا، وقد يصل به الأمر لإشعال النار فيها وإحراقها.. وهو معذور بالطبع، لأنه سلب نعمة العقل والإدراك.
والآن قد تسألني: ما هى أسباب ومناسبة هذا الكلام ؟!
أقول لك إن السبب هو ما أراه هذه الأيام من مناقشات فى البرلمان حول إصدار قانون الاستثمار وﻻئحته التنفيذية!!
وأحب أن أذكركم أننى أتحدث عن قانون الاستثمار.. وما سيتبعه من تسهيلات وتيسيرات على الاستثمار والمستثمرين، ومنه موضوع الشباك الواحد الذى سيتقدم اليه المستثمر فيحصل على جميع الموافقات، بدلا من اللف والدوران على 41 جهة حكومية، وما يتبعه من بيروقراطية وروتين حكومي، ودفع من تحت الترابيزة!!
ولعلكم تتذكرون أنني رحبت بهذا القانون فى كتاباتى، وفى كل لقاءاتى الإعلامية، أثناء وبعد المؤتمر الاقتصادي الدولي بشرم الشيخ الذى عقد قبل عامين من الآن!!
يعنى عامين كاملين مضيا.. دون أن يصدر هذا القانون الذى يعد ركيزة أولى نحو تشجيع استقبال الاستثمارات الأجنبية والمحلية!!
طب بالله عليكم.. شوووفتم فشل وغباء فى الدنيا زي كده. قانون خطير كهذا القانون يستغرق اكثر من عامين دون ان يصدر؟!
لذلك كان من الطبيعى أن يفشل المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، وﻻ يحقق النجاح المنشود منه، رغم الحضور العالمى الكبير، وضخامة المشروعات التى طرحت من خلاله، لكن ماذا نفعل إزاء الغباء والبيرقراطية الحكومية اللي ودتنا وهتودينا فى ستين داهية، من غير مقاطعة!!
وكأننا وقعنا فى براثن عصابة من كبار الموظفين وصغارهم، تسعى لتدمير اقتصاد البلد، والقضاء على كل فرصة له فى النجاح والازدهار، من خلال التفنن فى التعطيل والتسويف والابتزاز، وتعطيل المراكب السايرة!!
خلاصة الكلام:
مطاعم الفقراء
أتمنى فتح باب التبرعات، لافتتاح مطاعم، تقدم وجباتها للفقراء مجاناً، دون ان تجرح كرامتهم.
* وما إن اقترحت هذه الفكرة فتح باب «التبرع»، لإقامة هذه المطاعم التى تقدم وجبات «مجانية» للفقراء، فوجئت بأن أغلب أصحابي.. رحبوا بالمشاركة في الفكرة.. مش بالتبرع بالمال، لكن بالأكل فى هذه المطاعم!!