الوفد
عزة أحمد هيكل
للشرف عنوان
الكثير فى مصر يعمل فى صمت ودون ضجيج أو فحيح أو زعيق ونعيق لأن العمل الجاد يتحدث عن نفسه، أما الصوت العالى والشهيق والزفير فإنه من صفات من لا يعمل ولكنه يضع حول نفسه هالات من الإنجاز الإيجابى أو السلبى والإعلام تحول إلى برامج التوك شو والتى ليس لها موضوع إلا أن تبرز المفاسد والمثالب والقضايا الجدلية الشائكة أو أن توجه الرأى العام نحو نماذج بعينها للتلميع وللتجهيز السياسى أو الإدارى فى مواقع معينه ومع هذا فإن العمل الجاد الذى تم ومازال فى قطاعات عديدة فى مصر لا يتحدث عنه الإعلام ولا يدركه المواطن العادى لأن أسلوب وطريقة التقديم والعرض تنفر المشاهد مما يعرض وتحول الأمر إلى أفلام إعلانية تسجيلية بأصوات جافة وبطريقة رسمية جادة أكثر مما ينبغى وهذا ما يبعد المشاهد عن المتابعة كما أن الإعلام لم يبتكر وسائل عرض حديثة من خلال أفلام قصيرة تكتب وتصور من الجانب الفنى الذى يمزج التسجيل والتاريخ والتوثيق مع التشويق والإثارة والمشاعر مثلما تفعل القنوات الأجنبية الكبرى حين تعرض لقصة حياة المشاهير أو قصة مكان وتاريخه أو قصة موقعة أو معركة أو حتى قصة إنجاز فى أى مجال علمى أو مهنى أو فكرى.
ومع فترة الرئاسة القادمة والترشح القادم بإذن الله فإن على من يرغب ويجد فى نفسه وذاته وقدراته وشعبيته ما يؤهله لأن يتقلد هذا المنصب عليه أن يبدأ فى طرح برنامجه الانتخابى وإنجازاته السابقة وآماله وطموحه اللاحق ومن هو الفريق الرئاسى المعاون له وهذا يستوجب وجود شركات للحملات الانتخابية والرئاسية من واقع المجتمع المصرى والثقافة المصرية على كافة المستويات ولا يمكن أن تتم الانتخابات القادمة بذات المنهجية والصورة والأسلوب القديم الذى كان قبل الثورة أو الذى انتهجه الإخوان والتيارات الدينية أو التيارات الشبابية الثورية وكذلك المنهاج الذى تم فى الانتخابات الرئاسية بعد 30 يونيه لأسباب عدة ومتغيرات كثيرة وتداخل عناصر أخرى فى المعادلة وليس معنى هذا أن المناخ السياسى مهيأ فى الفترة القادمة لاستقبال مرشح رئاسى جديد غير الرئيس السيسى لأن المشروع الرئاسى لم يستكمل بعد فى الفترة الأولى والتى ماهى إلا إعادة الوعى والاستفاقة للاقتصاد المصرى وللأمن القومى وللعلاقات الخارجية والدولية ورأب الصدع العربى وسد منافذ الإرهاب الداخلى والخارجى.. كما أن البرنامج الرئاسى يحتاج إلى الكثير من التجهيز والإعداد والتواصل الفعلى مع الرأى العام والشعب عبر وسائل غير الإعلام المرئى وغير التجمعات والكتائب الإلكترونية لهذا فإن وجود شركات متخصصة فى مجال الحملات الانتخابية أمر حتمى وضرورى لأن تبدأ مصر مرحلة الديمقراطية والتعددية الحزبية والفكرية بصورة جادة وعلمية ومن يريد أن يترشح لرئاسة مصر عليه أن يبدأ فى إعداد كوادره ومنهجه وسياسته وحملته من الآن أى قبل خمس سنوات لأن 365 يومًا لن تكون كافية لأن يختار الوطن والمواطن والمجتمع الدولى رئيسًا جديدًا لمصر سواء من المؤسسة العسكرية أو رئيسًا مدنيًا وليس تابعًا لتيار مذهبى أو دينى وهذا كل ما ترجوه مصر حتى تسير فى الاتجاه الصحيح ونبتعد عن فوضى الإضرابات والانقسامات السياسية ويستقر أمر الشارع المصرى.
الرئيس السيسى له ماله وعليه ما عليه ولكنه عنوان الشرف والنزاهة ونظافة اللسان واليد والقلب وهو من أنقذ الوطن من مأساة الحرب الأهلية وله رؤية قد نختلف معها وقد نعارضها وقد نقف على مسافة حيادية تجاهها لأن هذه هى السياسة ولكل رئيس منهجه وفكره ودائرته وأحلامه وأيضًا إمكاناته ووسائله للوصول إلى تحقيق الأمل ولكن فى المرحلة القادمة على الرئيس أن يطرح معنا جميعًا البرنامج الفعلى للسياسة المصرية اقتصاديًا وتعليميًا وصحيًا وثقافيًا وإعلاميًا وأن نتشارك سويًا فى الرؤية والمنهجية والإنجاز وأن تؤهل الساحة السياسية لاستقبال المرشح الرئاسى للفترة التى تأتى بعد خمس سنوات على أسس جديدة وبتعددية فكرية وديمقراطية حقيقية وهذا هو الإنجاز الأكبر الذى سوف يحققه ترشح السيسى للفترة القادمة.. للشرف عنوان اسمه الصدق والإنجاز.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف