الأهرام
مسعود الحناوى
قرار اليونسكو .. انتصار وجرس إنذار
مرة أخرى تؤكد منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) أن إسرائيل “سلطة احتلال” للقدس وتطالبها بإلغاء أى إجراء من شأنه أن يغير “طابع أو وضع” المدينة .ورغم أن القرار الذى تم اتخاذه الأسبوع الماضى - فى جلسة خاصة ومغلقة بمقر المنظمة فى باريس – جاء بأغلبية 22 صوتا مقابل رفض عشرة أصوات ,وأنه جاء ليؤكد قرارات سابقة للمنظمة .. فإنه أثار غضبا عارما فى تل أبيب تجلى فى تصريح رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو الذى أكد – فى رد فعل سريع - أن بلاده تكفر بالمنظمة الدولية ,ولا تؤمن إلا بحقيقة أن القدس ملك لها موحدة وإلى الأبد وستظل تحت سيادتها ,وهى قدس أقداسها !!وعلى النهج نفسه سار مندوبه فى الأمم المتحدة دانى دانون الذى وصف القرار بأنه متحيز وخادع ومخجل ,مؤكدا أنه لن يغير من حقيقة أن القدس هى العاصمة التاريخية والأبدية للشعب اليهودى ,وأن بلاده لن تقف صامتة !!بيد أن قرار اليونسكو الأخير الذى اعتبره البعض انتصارا جديدا للعرب وضربة لإسرائيل ,بالرغم من أهميته لإعادة تذكير إسرائيل بأنها قوة احتلال ,وأن كل ما يتخذه قادتها من إجراءات لفرض قانونها وإرادتها لضم القدس باطل وغير مشروع .. فإنه – فى تقديرى - يدق جرس إنذار أيضا للعرب يجب أن ننتبه له .. فقرار الإسبوع الماضى صوتت ضده خمس دول جديدة كانت قد صوتت لمصلحته فى المرات السابقة ,كما تضمن نصا جديدا يشير إلى أن القدس مقدسة وإرادتها السماوية الثلاث .. ولا شك أن هذا التطور جاء بعد ضغوط شديدة مارستها تل أبيب على عواصم الدول الأعضاء بالمنظمة وحملة مكثفة شنتها ضد صدور القرار .. وربما هذا ما جعل السفير الإسرائيلى لدى اليونسكو يرى أن القرار الأخير للمنظمة سجل تقدما لمصلحة بلاده بالمقارنة بالقرارات السابقة ,ودفعه لتأكيد أنها ستواصل جهودها حتى إسقاطه .. وهو الأمر الذى يجب أن نأخذه على محمل الجد ,ونستعد له بمزيد من الجهود الدبلوماسية المكثفة ,ولا نكتفى بأغلبية الأصوات التى جاءت لمصلحتنا
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف