احمد المنزلاوى
مدرس الفيوم.. وبغال قارون
أنكر فضل الله ونعمته.. وظن أن كنوزه وثروته من ثمرة علمه ومهارته.. وجاء مصيره المحتوم عقاباً له علي جحوده وغروره وظلمه وحماقته.. ونبدأ بقصة مدرس الفيوم الذي أرسل رسالته وروي قصته وتحدث عن حقه الضائع وإصابته.. نشرت هذه الرسالة علي صفحة "مع الناس" في 9/9/2009 تحت عنوان "استبعدوني من العقود المميزة".
صاحبها مدرس من الفيوم حاصل علي بكالوريوس التربية النوعية من جامعة القاهرة فرع الفيوم قسم تكنولوجيا التعليم عام 2002. يعمل مدرساً منذ تخرجه بنظام التعاقد العادي.
أصيب بقطع في الرباط الصليبي بالركبة اليسري في ديسمبر 2008 واضطر لإجراء عملية جراحية.
قال صاحب الرسالة: فوجئت باستبعادي من العقود المميزة دون أسباب وتكرر الأمر في العام الدراسي الجديد وحصل من هم دوني علي العقد المميز.
ناشد مدرس الفيوم وزير التربية والتعليم آنذاك التدخل لمساعدته وحل مشكلته وكانت الرسالة بتوقيع وائل جعفر سعد.
تقع محافظة الفيوم شمال غرب محافظات الصعيد وهي حلقة الوصل بين الوجهين البحري والقبلي ويطلق عليها البعض اسم مصر الصغري تطل علي بحر يوسف وتقدم تلخيصاً وافياً لأحوال البلاد والعباد.
تقوم علي أرضها الأنشطة المختلفة الزراعية والصناعية والتجارية والسياحية بها بحيرة قارون ومحمية وادي الحيتان ومحمية وادي الريان وآثار مختلفة من عصور الحضارة المصرية الفرعونية والقبطية والإسلامية.
تشتمل المحافظة علي ستة مراكز هي الفيوم وابشواي وسنورس واطسا وطامية ويوسف الصديق.
كانت في العصر الفرعوني جزءاً من الولاية العشرين حملت عدة اسماء منها شيدت ومعناها الجزيرة ومدينة التمساح في العصر الروماني نسبة إلي الإله المعبود بها أيامها.. وفي أوائل عصر البطالمة أطلق عليها بطليموس الثاني اسم فيلاديف وحملت اسم بيوم في العصر القبطي ف "الفيوم" بعد الفتح الإسلامي ومعناها بركة الماء أو البحيرة وتنسب الروايات إصلاح أراضيها لعصر يوسف الصديق عليه السلام عند إشرافه علي خزائن مصر.
تقع بحيرة قارون شمال شرق مدينة الفيوم علي بعد 27 كم منها. صالحة المياه وتعيش بها أسماك البحر والنهر. أفسد الصيد بها إلقاء المخلفات البشرية والزراعية. يصل عمق البحيرة في بعض المناطق إلي 15 متراً وينخفض منسوبها 45 متراً عن سطح البحر. قيل إن مياه الفيضان كانت تغمرها في العصور القديمة.
كانت مساحتها فيما مضي 280 ألف كيلو متر مربع وتناقصت الآن إلي ما يقرب من 330 كيلو متراً وتنسب البحيرة إلي قارون وتحكي بعض روايات علاقته بها وكان اسمها في الماضي بحيرة قارون. وقارون هو ابن عم موسي عليه السلام رزقه الله بغير حساب ثروات وأموالاً وكنوز وجواهر وأراضي وثمرات وأنعاما ودواب. لكنه ظن أن كل ذلك مرده إلي علمه وحسن إدارته. أفسد قارون في البلاد وظلم العباد وتعالي علي الناس. فخسف الله به وبداره الأرض. فضاع كل شيء أدراج الرياح وكان أهل القوة لا يستطيعون حمل مفاتيح خزائنه وقيل إن 60 بغلاً كانت تحملها. وقيل إن قارون هو أول من هجن البغال واستخدمها في الأعمال الشاقة.
البغل حيوان هجين من ذكر الحمار وأنثي الحصان "الفرس" ويتميز بقوته وقدرته علي إنجاز الأعمال الشاقة في الجبال والمناطق الوعرة. والبغل من ذكر الخيل وأنثي الحمار.
وردت قصة قارون في القرآن الكريم في عدة مواضع منها سورة "القصص" 76- 84 و"غافر" من 23 -.24
ورود ذكر البغال مرة واحدة.
"والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون" النحل .8
أرجو أن تكون مشكلة مدرس الفيوم قد انتهت بحصوله علي العقد المميز ثم التعيين والترقيات وأرفع الدرجات.