الجمهورية
علاء معتمد
زيارة جديدة لواشنطن
شاء القدر مرة أخري أن تكون زيارتي السنوية لواشنطن . وللعام الخامس علي التوالي . مع تغيير جديد وواضح في العلاقات المصرية الامريكية . ومع حدث آخر له علامة بارزة إما هنا او هناك .
وبالرغم من ان الشخصيات أو الاماكن التي نزورها سنويا مع بعثة ¢طرق الابواب¢ التي تنظمها الغرفة الامريكية . قد تتكرر . إلا أن الموضوعات والأحداث الجديدة تفرض نفسها في كل مرة علي الشخصيات التي نقابلها إما سلبا أو إيجابا .
عام 2013 كان الاخوان يحكمون مصر . وكانت خططهم ونواياهم قد انكشفت للمصريين . وكان الشعب يستعد للخروج عليهم وإزاحتهم من السلطة في 30 يونيو. إلا أن الإدارة الامريكية - في حينها - لم تكن علي قناعة بأن المصريين الذين جاءوا بالاخوان للحكم .. قادرون علي إزاحتهم إذا انحرفوا أو خانوا .
2014 .. كان عاما لاينسي .. المستشار عدلي منصور في الحكم - مؤقتا - بعد سقوط الاخوان .. والاستعدادات في مصر تجري لانتخاب رئيس جديد .. وادارة أوباما غاضبة علي سقوط الجماعة .. وفي حالة ارتباك واضح لمتابعة الاحداث .. وكل دوائر صنع القرار في امريكا عاجزة عن تحليل ما يحدث في مصر .. ولم يستطع المفكرون والباحثون في كل مراكز الفكر والبحث الاجابة عن سؤال هام : كيف صبر المصريون علي مبارك 30 عاما ولم يصبروا علي الاخوان 12 شهرا؟.. والاجابة ببساطة ان الامريكان لم يدركوا كره المصريين لخيانة الوطن .
في 2015 .. كان الرئيس السيسي يعيد بناء ما هدمته الجماعة .. ويرسي قواعد جديدة لبناء مصر الحديثة . ويتصدي في الوقت نفسه لكل محاولات ارهاب الشعب .. ولم يكن ها الامر بالطبع علي هوي إدارة أوباما . ففرضت حالة من الفتور في العلاقات بين البلدين .
ثم جاء 2016 حيث الاستعدادات لرحيل اوباما وانتخاب رئيس جديد في الولايات المتحدة . واعلن أوباما فض يديه عن الشرق الاوسط ومشاكله . وانشغل العالم بالمقارنة بين هيلاري كلينتون المخضرمة سياسيا . ورجل الاعمال المثير للجدل دونالد ترامب .. وراهنت مصر علي ترامب الذي فاز .
وكان هذا العام مختلفا ايضا .. وتزامنت زيارتنا لواشنطن مع مرور 100 يوم الاولي علي إدارة ترامب . وبعد 3 أسابيع فقط من أول زيارة لرئيس مصري للبيت الابيض من 2009 .. وفارق كبير بين أول زيارة في 2013 وتلك الزيارة في 2017 .
كان الحديث الدائم في كل الاماكن التي زرناها والشخصيات التي تقابلنا معها عن اهمية مصر كحليف استراتيجي للولايات المتحدة . وعن دورها الإقليمي . وجهودها في مكافحة الارهاب وإعادة الاستقرار لمنطقة الشرق الاوسط . وعن قواتها المسلحة التي نجحت في التصدي للجماعات الارهابية . ووأد كل محاولات الزعزعة في سيناء . وعن الاصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الحكومة . وجرأة الرئيس السيسي في اتخاذ قرارات صعبة وجريئة للاصلاح . وهوما عجزت عن اتخاذها حكومات علي مدار 40 عاما .. وكان الحديث ايضا عن شخصية السيسي والتفاهم الواضح بينه وبين الرئيس ترامب .. وكان حديثنا عن كيفية استغلال هذا كله من أجل صالح الشعبين .
لقد لخص عمر مهنا رئيس مجلس الاعمال المصري الامريكي المشهد هذا العام .. بقوله إن صفحة جديدة في سجل العلاقات المصرية الامريكية قد بدأت . وان ما سطره الرئيسان في بدايتها يبشر بأن القادم أفضل كثيرا مما مضي .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف