المساء
شوقى الشرقاوى
نصار .. المثل والقدوة !
آثرت علي نفسي الا أكتب عن هذا الرجل طالما انه يجلس علي كرسي القيادة بجامعة القاهرة.. رغم انه كان يستحق الاشادة والتشجيع يوميا نظرا لما يقدمه لهذه الجامعة من انجازات أعادت اليها مكانتها محاليا وعربيا ودوليا.
انه د. جابر نصار الذي ضرب المثل والقدوة.. المثل في العمل والاخلاص بروح الفريق.. والقدوة للآخرين خاصة الشباب في ترك المنصب وهو في قمة تألقة وعطائه.. لدرجة انني وزملائي الصحفيين كنا علي ثقة انه سيكتسح أي انتخابات جديدة.
الا انه وبأسلوب العالم المتحضر.. دعانا إلي لقاء موسع.. ظننت انه لاعلان ترشحة لرئاسة الجامعة لفترة ثانية.. خاصة وان كل الطرق تؤدي إليه لاستكمال مسيرة العطاء بلا حدود للجامعة الأم.
الا انها كانت المفاجأة المدوية التي احزنتني وأسرتني في نفس الوقت.. احزنتني لفقدان الجامعة لجهود هذا الفارس المغوار الذي انتشلها ووضعها علي القمة وأحدث بها ثورة ادارية غير مسبوقة شهد بها الجميع.. واسرتني هذه المفاجأة لأنه ضرب المثل الحقيقي والقدوة العظيمة لكل المسئولين بقراره الشجاع بعدم الترشح لفترة ثانية رغم انه في قمة مجده وعطائه بنجاحات وانجازات غير مسبوقة لم تشهدها الجامعة من قبل.
والان وبعد اعلانه وزهده في المنصب وتركه المسئولية للأجيال القادمة.. أتحدث عن د. جابر نصار أستاذ الجامعة الصديق.. عالم القانون المتمكن.. المؤمن بقضاء الله وقدره.. وان النجاح يعطيه الله سبحانه وتعالي لكل مجتهد.
ولأنه انسان مؤمن بأن الرزق سواء كان مالا أو صحة أو راحة بال.. يأتي من المولي عز وجل في الوقت والمكان المحددين.. قام بالسفر إلي الكويت في بداية حياته العملية بعقد تبلغ قيمته أكثر من عشرين ضعف ما يتقاضاه شهريا من كلية الحقوق.. لكن ولظروف أسرية عاد إلي القاهرة تاركا هذا الدخل الكبير وسط ذهول من كل المحيطين به.. الا ان الله سبحانه وتعالي عوضه برزق مناسب فيه "بركة".. وكما يحب ان يقول أن والده علمه أن الرزق ليس في كثرة الأموال ولكن في "بركة" هذه الأموال.
انه د. جابر نصار الذي رفض تقاضي أي مبالغ سوي مرتبه البالغ 16 ألف جنيه طوال مدة رئاسته كما أعاد شيكا بمبلغ 160 ألف جنيه كمكافأة اشرافية كان مجلس الجامعة قد قررها له.. ونجح في الهيكلة المالية للجامعة وإحداث فائض في الميزانية بملايين الجنيهات في سابقة هي الأولي في تاريخ الجامعة.. كما نجح في تحسين ترتيب مركز الجامعة ضمن أفضل 500 جامعة علي مستوي العالم في التصنيف الصيني والتصدي لألاعيب مافيا الإخوان وفض المظاهرات بالحوار والتفاهم مع الطلاب وانشاء أكبر مسجد في الجامعات يتجمع فيه الطلاب للصلاة.. وغير ذلك من الانجازات الكثيرة التي قدمها للجامعة.
** كلمة مهمة:
شجاعة د. جابر نصار في اتخاذ قرار عدم الترشح مرة ثانية لرئاسة جامعة القاهرة وترك الفرصة للآخرين.. تجعلنا نرفع له القبعة ونقول له: شكراً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف