الأخبار
جلال دويدار
في إطار »مبادرة« أخبار اليوم نحتاج إلي ثورة تعليمية
تواصلا لدورها الوطني ومسئولياتها المجتمعية وانسجاما مع الرسالة الحقيقية للاعلام في خدمة الوطن.. جاءت المبادرة الخلاقة لأخبار اليوم - ياسر رزق بالتعاون مع جامعة القاهرة - د. جابر نصار.
التحرك هذه المرة يتعلق بجهود الخروج بأزمة التعليم في مصر وهو ما تمثل في إقامة مؤتمر بشأنه تحت عنوان »نحو حلول إبداعية للتعليم»‬. أهمية هذا الحدث تجسد في كوكبة الخبراء والعلماء والمتخصصين الذين تم دعوتهم للمشاركة في طرح الحلول للقيام بهذا المشروع باعتباره هدفا قوميا.
بداية وقبل التطرق للاراء الإيجابية البناءة التي تم إبدائها.. يستوجب الاشارة إلي أنها تناولت كل جوانب المشكلة التي تنعكس آثارها بالسالب علي كل جوانب الحياة في مصر سواء كانت اقتصادية أو تنموية أو اجتماعية. هنا لابد أن يكون معلوما ومفهوما أن تخلفنا في المجال التعليمي كان من أسباب نكستنا وعدم قدرتنا علي النهضة والتقدم. كل الدول التي انطلقت سواء كانت في قائمة التقدم أو النمو استطاعت أن ترسخ وتعبر إلي آفاق الرخاء والازدهار من خلال النهضة التعليمية.
في هذا المجال يتحتم أن أذكر كمثال.. تجربة احدي الدول العملاقة المتقدمة وهي الولايات المتحدة الامريكية. كان ذلك في عهد ولاية الرئيس ريجان في تسعينات القرن الماضي عندما سعي إلي احداث ثورة في التعليم. اكتشف تفوق اليابان في منافسات الانجازات العلمية التي تخدم الصناعة والاقتصاد.. دفعه هذا الامر إلي تغييرات شاملة في الاستراتيجية التعليمية. لجأ إلي تخصيص الاعتمادات اللازمة لتمويلها بناء علي طلب الخبراء والمتخصصين المكلفين بالمهمة. كانت محصلة هذا الجهد تمكن امريكا من مسايرة الطفرة اليابانية لصالح الصناعة والاقتصاد.
نفس هذه التجربة مرت بها ماليزيا التي احتلت مكانة بارزة بين النمور الاقتصادية الاسيوية. أدي ذلك إلي العبور من الفقر إلي الثراء والتقدم. وجد رئيس وزرائها السابق مهاتير محمد ان لا سبيل لتحقيق ذلك سوي بتطوير التعليم وارسال البعثات للخارج لتحصيل المزيد من العلم والخبرة. تم ذلك علي اساس انها الوسيلة الوحيدة لاحداث هذه التغييرات المبهرة التي شهدتها بلده وارتبطت باسمه وجعلت منها نموذجا عالميا.
علي هذا الاساس يحق القول بأن لا أمل في تحقيق التقدم المأمول للدولة المصرية دون النهوض بالتعليم من خلال ثورة فكرية تقوم علي توفير الدولة لاحتياجات هذه المنظومة المتكاملة . إن انهيار العملية التعليمية فيمصر إلي درجة اختفاء تقييمها نهائيا من التصنيف العالمي لجودة التعليم.. هذا المؤشر يعد ناقوس خطر للتحذير بأن لا جدوي من أي جهود لتحقيق الرخاء والازدهار علي اسس سليمة ومتينة لمتطلبات دون رصد الاعتمادات اللازمة واعداد الكوادر اللازمة وصولا إلي الاصلاح الشامل .. مطلوب النظر إلي تطوير التعليم علي اسس علمية وراسخة باعتباره مشروعا استثماريا لا يحقق العائد المأمول من وراءه دون استيفاء كل عناصر النجاح والتطور .
وللحديث بقية
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف