أسعدني الحظ أن التقي بالدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية طيلة أيام مؤتمر الشباب بالاسماعيلية "25- 27 ابريل 2017" وأن استمع له وأطرح عليه التساؤلات التي تهم أهلنا في ريف مصر وحضرها. وهو العالم الجليل الذي ارتبط اسمه بتكنولوجيا المعلومات. وكان أشهر وأبرز من تولي إدارة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء لفترة طويلة.
كان السؤال الذي يلح علي تفكيري: هل تراجع الوزير عن قراره بتشكيل المجالس الاستشارية بالمحافظات. وهل يمكن أن يرتهن تشكيلها برضاء أصحاب المصالح حين هاجموها لمجرد أنهم لم يجدوا أقاربهم فيها؟
كان ذلك هو بداية حديثي مع الوزير الذي استشعر أهمية وجدية الموضوع. فلم يشأ أن تكون الإجابة "علي الواقف". و تكرم بأن دعاني للجلوس معه لشرح أبعادها.
** قال د.هشام الشريف: فكرة المجالس الاستشارية قائمة ولم يتم الغاؤها. ونحن مصممون علي الاستمرار في تشكيلها لمعاونة الجهاز التنفيذي بتوفير المعلومة والخبرة والرأي الفني المدروس في كل ما يخص شئون المحافظة.
* قلت: إذن أنتم ترون أنها بمثابة بيت خبرة يعاون المحافظ؟
** قال الوزير: نعم.. هذا ما أعنيه بالضبط. وقد حرصنا أن يضم تشكيلها مختلف التخصصات من طرق واسكان وزراعة وصحافة واعلام.. وغيرها من التخصصات التي يستعين بها المحافظ.
* قلت: ولكننا تصورنا أن قيام بعض النواب بانتقاد الفكرة كان السبب الرئيسي وراء تعطيلها وربما الغائها.
** قال الدكتور هشام الشريف: لا طبعاً.. وأنا لن أسمح بذلك.. كل ما حدث أنه بعد تشكيل المجلس الاستشاري لاحدي المحافظات. وكان يضم في عضويته رئيس الغرفة التجارية بها. تلقينا شكوي بأن رئيس الغرفة يشغل في ذات الوقت عضوية البرلمان. فتم إرجاء التشكيل. لأنه يخالف الضوابط والشروط التي وضعتها والتي تمنع أن يشغل أي عضو بالبرلمان عضوية هذه المجالس الاستشارية.. هذا ما حدث بصراحة ووضوح. وأؤكد أن الفكرة قائمة وسنقوم بتشكيل هذه المجالس قريباً.
حديث د.هشام الشريف وزير التنمية المحلية وضع النقاط فوق حروف كثيرة. وكشف عن حرصه علي ارساء فكرة العمل المؤسسي بالمحافظات. بحيث يكون بجوار المحافظ في كل اقليم مجلسين.. الأول: المجلس التنفيذي الذي يتشكل من مديري المديريات والمسئولين التنفيذيين. والثاني: المجلس الاستشاري الذي يضم خلاصة العقول والخبرات التي تريد أن تسهم بعطائها وخبراتها لخدمة هذا البلد.
الشاهد في كل ما سبق أن الدكتور هشام الشريف يدرك أهمية وحيوية الدور الذي يجب أن تلعبه الإدارة المحلية لتحقيق برامج التنمية المستهدفة. ولعلي لا أبالغ إن قلت إن تطوير التنمية المحلية يعد البداية الصحيحة لاعادة بناء الدولة المصرية والنهوض بها.. وهذا ما نثق في امكانية تحقيقه مع الوزير الدكتور هشام الشريف الذي يؤمن بقيمة الثقافة والعلم كمفتاح رئيسي للإدارة الناجحة.