الجمهورية
صلاح عطية
لماذا العدوان علي الأزهر وشيخه ؟!
نحن في أيام تجرأ فيها الكثيرون علي كل الثوابت والقيم.. وأصبحنا نعيش كل يوم مظاهر وسلوكيات غريبة.. وبعيدة أيضاً عن قيمنا وأخلاقنا.. أصبح من النادر أن يعطف الكبير علي الصغير.. أو يرأف الغني بالفقير.. أو يرحم القوي الضعيف.. وتهاوت لغة الخطاب.. وسادت البذاءات.. وانتشر القبح في كل شيء.
باختصار نحن في أيام انهيار لكل ما تربينا عليه من قيم .. أصبح من النادر أن تلقي من لا يزال يحتفظ ببعض هذه القيم أو يحافظ علي موروثات شعب تمتد حضارته إلي سبعة آلاف سنة.. وعلم البشرية كلها كيف يكون التعامل بين الانسان والإنسان.. وبين الانسان والحيوان.. بل وبين الانسان والطبيعة..
لماذا نعيش هذا الانهيار في القيم والأخلاق؟ أعتقد أن هذا كله هو واحد من الثمار المرة التي جنيناها من أحداث يناير 2011 والتي أظهرت أفضل ما فينا لفترة وأظهرت أيضا أسوأ ما فينا في نفس الوقت .. ثم تغلب الأسوأ وساد ونحن نعيش الآن تبعات هذا الأسوأ في قيمنا وأخلاقياتنا مع ما نعيشه من انهيار اقتصادي تسببت فيه وكشفت عنه أحداث يناير 2011 ففقدنا احتياطينا من النقد الأجنبي وأغلقت آلاف المصانع وتشرد مئات الآلاف من العاملين وبارت زراعات وخلطنا القمح بالتراب ونهبت مئات الألوف من الأطنان من هذا القمح دخلت الشون علي الورق ودخلت أموالها الحرام جيوب اللصوص والفاسدين من ناحية أخري ولكن مصر هي مصر وسط هذه الغيوم يتصدي رجال لبناء الوطن وإعادته مرة أخري علي طريق التنمية ويصنعون المستقبل الذي نتطلع إليه ولكن هؤلاء لا يتركهم أحد في حالهم يبنون.. فعصابات الشر تعمل في هدم الوطن .. تمسك بتلابيب مؤسساته واحدة بعد الأخري .. خطتها أن تهدم هذه المؤسسات فينهار الوطن.
والأزهر الشريف واحد من هذه المؤسسات التي تتعرض الآن لهجمة شرسة منظمة أدوارها موزعة .. ومبرراتها مفتعلة يحاولون اخفاء زيفها ولكن الشعب العريق تبدو أصالته رغم الانهيار الذي نعيشه في قيمنا وأخلاقياتنا.. بدرك المخلصون من أبناء هذا الوطن أن هدم الأزهر هو هدم لمصر .. الأزهر الشريف صورة مصر منارة الاسلام في كل زمان ومكان الهجمة بدأت منذ حكم عصابة الإخوان ولكنها تتواصل الآن تحت مزاعم أخري.. نذكر جميعنا لشيخ الأزهر العالم الجليل الدكتور أحمد الطيب تصديه لعصابة الإخوان في عز جبروتها.. نذكر له انسحابه من الاحتفال بتنصيب المعزول والخائن مرسي عندما أحس بأن هناك ما يمس كرامته وكرامة الأزهر نذكر له صموده في وجه مظاهراتهم المأجورة التي خرجت تطالب بعزله بعد أحداث تسمم طلبة الجامعة المدبرة.. نذكر له تصديه لمحاولاتهم أخونة الأزهر.. نذكر له وقفته الشامخة إلي جانب شعب مصر وقائد مصر.. في ثورة الثلاثين من يونيو.. الآن نجد من يحاول تحقيق أهداف الإخوان في هدم الأزهر.. متذرعاً بأسباب أخري.. يبتدعون بديلاً لأحداث تسمم طلبة الأزهر للانقضاض عليه وعلي شيخه حصان طروادة الذي يركبونه هذه المرة لهدم الأزهر.. متهمين الأزهر بأنه يرعي الإرهاب.. أو يخرج الارهابيين.. حاشا لله الأزهر هو مصر في كل عصورها وجهادها علي مر التاريخ .. وعلي امتداد ثورات مصر.. الأزهر هو مصر في عيون مليار وسبعمائة مليون مسلم .. بل الأزهر أيضا هو صورة مصر في عيون الغرب.. وانظروا كيف احتفي الغرب والشرق بزيارة العالم الجليل الدكتور أحمد الطيب ومحاضراته ودعواته إلي السلام ونبذ العنف؟!
هل سمعنا في أي دين أو طائفة من يتجرأ علي إمامها؟ هل سمعنا أحداً يطالب بجواز التحقيق مع بابا الفاتيكان أو بابا الكنيسة الأرثوذكسية؟!
هل سمعنا من يطالب بتحديد مدة أي منهما؟! لماذا التجرؤ علي الأزهر الآن ؟ ولماذا التجرؤ علي شيخ الأزهر الآن؟ ولماذا تتناغم أصوات الساعين إلي هدم مؤسسة الأزهر والاساءة إلي الإمام الأكبر ؟!
السعي إلي هدم مؤسسة الأزهر جزء واضح من خطط هدم الوطن.. مؤسسة بعد الأخري.. ولكن الأزهر.. كهذا الوطن.. سيظل محروسا برعاية الله وعنايته ولن يفلح المتطاولون في تحقيق أهدافهم.. ومادام في مصر شعب يدرك قيمة هذا الصرح الشامخ وشيخه الجليل .. فسيفشل بإذن الله هذا العدوان علي الأزهر وشيخه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف