الجمهورية
محمد نور الدين
دوما.. زاهرا شريفا
تصدي المصريون علي مختلف انتماءاتهم.. للحملة الممنهجة ضد الأزهر الشريف.. التي تناست دوره التاريخي في خدمة قضايا الوطن.. وتغافلت عن أنه من أكبر المؤسسات التي ترتكز عليها الدولة المصرية.. وتجاهلت أن النخر في دعائمه يهدد بانهيار قيم ومباديء المجتمع!!
انتفض الجميع دفاعا عن تاريخ وحضارة.. حماية لعقيدة وشريعة.. صيانة لأخلاق وفضيلة.. رافضين سلوك المغرضين.. مطالبين بعدم المساس بالدين ورموزه.. لا سيما أن الدستور حصن منصب الإمام الأكبر ومنحه الاستقلال التام.. ولا يجوز أبدا الخروج عن القواعد والأصول.. تحت حجة حرية إبداء الرأي..!!
رغم شراسة الحملة.. يظل الأزهر محاطا بدعم كافة الاتجاهات.. وتقدير علي القوي.. وإجلال جميع التيارات.. ومع ضراوة الهجوم يبقي زاهرا شريفا.. منارة للعلم والمعرفة.. رمزا للتسامح والإنسانية.. ومهما تجرأ المتربصون.. يستمر الجامع الشامل.. فوق كل تجاوز وأكبر من أي تطاول.
في المقابل.. يجب علي المؤسسة الجليلة أن تراجع بعض المواقف.. وتعيد النظر في كثير من الآراء.. وان تسارع بتنقية شعابها ومراقبة أداء أبنائها.. فليس مقبولا أن يتصدي للدعوة من ليس أهلا لها.. ولا يصح أن يرتدي الزي الرفيع من هو دخيل.. ولا يمكن السماح للمتشددين والمتطرفين بتصدر مشهد الوعظ والإرشاد!!
المواطن البسيط.. يريد واعظا يقدم النصيحة ويتستر علي الفضيحة.. يهدي ولا يهدد.. يوعد ولا يتوعد.. يلم ولا يشتت.. يجمع ولا يفرق.. يشرح صحيح الدين بالحكمة.. يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر بالهدوء والسكينة.. مسلما بأن حرية الاعتقاد حق.. وحمايتها فريضة..!!
أما الفتوي.. فلا تخرج أبدا إلا من هيئة كبار العلماء.. أو من دار الإفتاء.. أو من مجمع البحوث الإسلامية.. أو من إدارة الفتوي بوزارة الأوقاف.. أو من هو مرخص له بذلك من الجهات المذكورة.. لكن أن يتصدي للفتوي.. الجهلاء.. والكالحون.. ودعاة الفرقة والانقسام.. فهذا لا يرضي فضيلة الإمام الأكبر.. صاحب الرؤي السديدة والعلوم النافعة.
ان الأزهر علي مدي أكثر من الف عام ساهم في نشر العقيدة السمحة.. وقدم الإسلام الوسطي في أجلي معانيه.. وشارك في نشر صحيح الدين بكافة دول العالم.. وتخرج فيه الكثير من علماء وشيوخ آسيا وأفريقيا.. وبالتالي لابد من حمايته ومؤازرته وافساح المجال أمامه لأداء دوره كما ينبغي.. وفي نفس الوقت ينبغي علي المؤسسة العظيمة أن تطور من أدائها وأدواتها.. وتراقب وتنقي قوائمها.. وتحسن اختيار من يتشرف ويتصدر للدعوة والإفتاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف