الأهرام
اشرف مفيد
حرق دم
«وبعدين» .. مجرد كلمة عابرة أصبحت تتردد الآن على كل لسان بل ونسمعها بمناسبة ودون مناسبة .. «وبعدين» تعنى :تماذا سيفعل الناس البسطاء بعد كل ما عانوه وتحملوه خلال الشهور الأخيرة وعلى وجه الدقة منذ تنفيذ خطوة «تعويم الجنيه» التى «مرمطت» كرامة الجنيه ومسحت به البلاط أمام العملات الأخري.

نعم .. ماذا يفعل المواطن الذى أصبح محاصرا الآن بهموم ومشكلات لا أول لها ولا آخر ، فالسلع الغذائية الضرورية ارتفعت اسعارها بشكل جنونى ورغيف العيش يقل حجمه شيئا فشيئا وأوشك على الاندثار، وتكلفة المواصلات تقصم الظهر ، والعلاج أصبح فوق طاقة أى مواطن لدرجة أن ألم المرض أصبح أرحم بكثير من عذاب تكلفة العلاج. بالله عليكم .. ماذا فعلت الحكومة من أجل تخفيف تلك الاعباء التى تفشت؟ اعتقد أن هذا العجز الذى تبدو عليه الحكومة وهى تتعامل مع كل تلك الأزمات هو الخطر الحقيقى على ما يحققه الرئيس من إنجازات كبيرة من خلال جولاته الخارجية التى تستهدف فى المقام الأول وضع مصر فى مكانتها التى تليق بها ، وكأن الرئيس يعيش فى واد ، والحكومة بسلبيتها وتعاملها مع الأزمات بهذا القدر من برود الأعصاب تعيش فى واد آخر . لذا أعتقد أن الإجابة عن التساؤل البسيط الذى حملته كلمة «وبعدين» أصبحت واضحة الآن وضوح الشمس وهى أنه «مفيش فايدة» طالما تدير شأننا الداخلى حكومة «لاتسمع ولاترى ولاتتكلم» لا لشئ سوى أنها بذلك طبعاً تضمن البقاء لأطول فترة ممكنة حتى لو كان هذا البقاء على حساب «حرق دم» المواطن الذى أصبح بالفعل لاحول له ولاقوة، بل إنه لا يملك الآن سوى الفضفضة بكلمة «وبعدين» ؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف