الأهرام
اسماء الحسينى
التقسيم على الأبواب
طرقات معاول التقسيم ترتفع أصواتها يوما بعد آخر فى جوانب الجسد العربى الذى نشاهد اليوم تقسيم وتجزئة وحداته السياسية أشلاء، وكأننا نشاهد مسلسلا دراميا تتتابع وتتوالى حلقاته. إنه التقسيم الثانى فى أقل من مائة عام. تقسيم يجرى على قدم وساق فى سوريا التى تقبع حكومتها فى دمشق وجسده المثخن بالجراح تتناهشه الذئاب. وفى العراق المقسم بين بغداد والموصل وكردستان. والتقسيم ماض فى فلسطين دون هوادة، وكذلك فى ليبيا شرقا وغربا وجنوبا، وفى السودان الذى قسمته معاول التقسيم إلى شطرين ومازال الحبل على الجرار.


ان الأمر لن يتوقف عند هذا الحد ان لم «نرعوي» فمعاول التقسيم تزداد شراهتها دموية. التقسيم على الأبواب هذا هو العنوان. أما التفاصيل فهى مرعبة، فقد وقعت منطقتنا فريسة لاحول لها ولا قوة تحت ضربات معاول التقسيم والتخريب. فهل تستسلم الفريسة وتقبع ساكنة فى انتظار مصيرها الذى تساق إليه، من أجل تقسيم المقسم وتجزئة المجزأة، هذا الشعار الإجرامى الذى تم تداوله نقلا عن مراكز البحوث والدراسات الغربية،أصبح الآن يتجسد أمام أعيننا، ويدفع عشرات الملايين من أبنائنا الثمن قتلى ومصابين ولاجئين ومشردين، فضلا عن عشرات المليارات الناجمة عن التدمير الشامل أو الجزئي. التقسيم قادم .. فقوموا ودافعوا عن وجودكم وبلادكم وحضارتكم وحاضركم ومستقبل أبنائكم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف