"مخيرين أم مسيرين" ... سؤال حائر طالما دفعتنا له منحنيات الحياة وطرقها المظلمة أحيانا والمضيئة أحيانا أخري، لنبحث لذاك الاستفسار عن نتيجة، ولكنك تجد نفسك في النهاية أكثر حيرة فأقدارنا المكتوبة تؤكد أننا مسيرين بل ومجبرين أن نسير وفق هذه الاقدار ولكن مع ذلك أمامنا حرية الاختيار للطريق الذي نسلكه فنختار ما نرغب لنصل إلي ما ترغبه الأقدار من جديد.
لا أحب الفلسفة ولكني مجبرة للحديث في أحد دروبها لأقف علي ماهية القرارات التي نتخذها في حياتنا سواء كانت قرارات مصيرية أو ثانوية فالجميع مؤداه رسم أيام في حياتنا.
لكن ما يجعلنا نسأل ما إذا كنا مسيرين أو مخيرين هو تعرضنا لموقف خاص يحدث زلزالا في حياتنا يلزمنا باتخاذ قرارا صعب سلبا وإيجابا.
فتتساءل إلي أي درب دفعتنا أقدارنا ولماذا وهل سرنا وفق إرادتنا نحو هذا الطريق؟ وكيف لنا أن نقاوم طرقا نخشاها لنجد أنفسنا نزج بأرواحنا فيها فنبتعد عنها لنقترب منها أكثر لنعيش قدر مرسوم فتجد في الاقتراب من هذا القدر متعة وسعادة تنعكس علي كل من حولك بطاقة إيجابية تزهر أيامك وأيام من حولك ولكنه في النهاية طريق صعب ولكن يستحق السعي والمجازفة.
إلا أنك تكون في حاجة إلي داعم يقف بجوارك لتكمل ما تصر عليه حتي لا تنهار وقد لا يزيد وجوده عن كونه داعما نفسيا فهو رمانة ميزان تدفعك للاستمرار وبقوة وغيابه يعني انهيار كل شي واستسلامك للياس والموت وأنت علي قيد الحياة.. المهم أن تعي أن الوقت ليس في صالحك اذا كنت بصدد قرار صعب فقد تخسر شيئا لا تعوضه قط ولو عشت محاولا بكل ما تبقي من حياتك.