محمد عمر
حتي لا نبكي علي أطلال الأزهر
كان اللَّه في عون الأزهر وشيخه الطيب.. فالمؤسسة الدينية العريقة مازالت تتلقي الضربات من كل جانب.. فمن الواضح أن المرتزقة من الإعلاميين نجحوا في قلب الطاولة علي الأزهر من خلال برامجهم المسمومة. التي فتحوا من خلالها نافذة للتجرؤ علي تشويه سمعة وصورة الأزهر وشيخه. والدليل ما يحدث بدءاً من جامعته. وحتي مشيخته. من صراعات علي المناصب والكراسي. وفخ الإلحاد. الذي وقع فيه رئيس الجامعة. وكان سبباً في الإطاحة به. والذي يعتبر "سقطة" لن تغتفر رغم اعتذار قائلها. وإن كان في ظاهره شجاعة. إلا أن في باطنه مرارة سوف يتجرعها كل أزهري.. والخوف كل الخوف أن تفقد أكبر مؤسسة دينية في العالم بريقها وشموخها إذا تكررت هذه الخزعبلات المرتدة مرة أخري.
إن ما يتعرض له الأزهر مؤامرة من الداخل قبل الخارج. لذلك فإننا نخشي اليوم الذي سنبكي فيه علي أطلال أزهرنا الشريف. إذا سمحنا لهؤلاء أن يستمروا في مخططهم الخبيث للنيل منه.. والتصدي لهذه المخططات ليس مسئولية أبناء الأزهر فحسب. بل مسئولية وطن عليه أن يدافع عن شموخه لأن الأزهر عنوان ورمز له إذا سقط فقدت الدولة هويتها الدينية والثقافية والعلمية وكل شيء تقريباً.
صحيح أن كل مؤسسة فيها من السلبيات مثلما فيها من الإيجابيات وأن الأزهر ليس بعيداً عن النقد. ولكن هناك فرق بين النقد البناء الذي يصلح من شأن المؤسسات والدولة. والهدَّام الذي يصيب في مقتل. فيدمر ويثير الفتن بين أبناء الشعب الواحد.. ولذلك فإننا ننتظر من فضيلة الإمام الأكبر أن يخرج بمؤسسته إلي بر الأمان. ونحن واثقون من أن الشيخ الطيب سوف ينجح في لم الشمل. وسيتصدي بكل قوة للخارجين علي منهج الأزهر. وكل من يتجرأ علي النيل من هيبة مؤسسته.
يا أبناء الأزهر.. دافعوا عن بيتكم الكبير. ولا تجعلوا شرذمة تفتت وحدتكم وتهز صورة مؤسستكم.. فالأزهر أمانة.. وعلي الجميع أن يحافظ عليها. ولا يترك الفرصة لكل من تسول له نفسه أن يمسه بسوء.. فهل يفيق الغافلون ويتركون المكاسب الزائلة ويعلون مصلحة بلدهم وأزهرهم. فوق مصالحهم الشخصية الضيقة. حتي يظل الأزهر شريفاً ومنارة علمية وثقافية كما كان. وسيظل؟!... أم ستأخذهم العزة بالإثم ويستمرون في مسلسل الكبر والعناد حتي يسقطوا بأزهرهم في الهاوية؟!!
إشارة حمراء
النظام التراكمي الجديد للثانوية الذي أعلن عنه الدكتور طارق شوقي. وزير التربية والتعليم باعتماد القبول بالجامعات علي درجات السنوات الثلاث. بدءاً من الصف الأول الثانوي. حتي الثالث.. من وجهة نظري كارثي. لأنه يفتح الباب علي مصراعيه للدروس الخصوصية. فالطالب بدلاً من أن يأخذ هذه الدروس آخر سنة فقط. ستكون خلال السنوات الثلاث. وهذا بالتأكيد يثقل كاهل أولياء الأمور الذين يصرخون من نظام السنة الواحدة.. وإذا كان هذا النظام ناجحاً في بعض الدول.. فلا أعتقد أنه سينجح عندنا. لأننا مازلنا نفتقد ثقافة اعتماد الطالب علي نفسه والتعامل مع التقديم للجامعات مثلما يحدث في الخارج. الذين يعدون الطالب منذ الصغر لهذه المرحلة.