محسن عبد العاطى
لجنة اختبار القراء.. وأزمة الثقة!!
نستقبل بعد أيام قليلة شهر رمضان الكريم وهو شهر القرآن جميعنا في شوق ولهفة نتسابق ونتفاخر بعدد المرات التي نختم فيها قراءة القرآن.. وفي الوقت الذي نحن فيه بحاجة إلي سماع القرآن بأصوات مصرية كما تعودنا منذ قديم الزمان أمثال الشيخ الحصري والمنشاوي وعبدالباسط والطبلاوي ومصطفي إسماعيل ومحمد رفعت والصياد وغيرهم الكثير ممن قدموا القرآن بتلاوات عذبة إلا أننا لا نري أصواتا جديدة مماثلة لهؤلاء القراء العظماء.. وقد علمت من شباب قراء صعيد مصر أن لجنة اختيار القراء قد عقدت في مدينة أسوان بتاريخ 15 فبراير الماضي لاختبار عدد 189 قارئا ومبتهلا وكانت المفاجأة أنه لم ينجح أحد منهم أو إعطاء البعض منهم مهلة كالمعتاد وأيضا عقدت هذه اللجنة مرة أخري بمحافظة المنيا وقامت باختبار عدد 202 من القراء والمبتهلين الجدد وللأسف أيضا لم ينجح أحد مثل النتيجة السابقة بأسوان.. والغريب أن خمس محافظات هي سوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر لا يوجد قارئ واحد ومبتهل يجتاز اختبار اللجنة المشكلة من خمسة أو ستة أفراد ذهبوا لأسوان بالطيران لمدة خمسة أيام مكثوا في أضخم فنادقها وأقاموا فيها هذه المدة والسؤال هو ألم يوجد قارئ واحد أو مبتهل ممن تقدموا للاختبار في اللجنتين يجتاز اختبار اللجنة علما بأن هذه المحافظات الخمس هي التي أنجبت الشيخ محمد صديق المنشاوي وشقيقه محمود المنشاوي والشيخ عبدالباسط عبدالصمد وأحمد الزريقي ومحمود عبدالحكم وأبوالوفا الصعيدي والغريب أيضا أن هذه اللجنة التي ذهبت أسوان للاختبار لم تحظ بالرضا من الجميع ليس بسبب عدم نجاحهم ولكن للأسلوب والطريقة التي مارسوا فيها الاختبار وسط التسالي بقزقزة السوداني واللب أثناء عملهم داخل اللجنة وكأنهم يشاهدون عملا دراميا وليس الإنصات لهذه الأصوات وهذا يعطي شعورا بأن اللجنة عقدت النية علي عدم نجاح أي صوت بهذه المحافظات والغريب أيضا أن هذه اللجنة تتعامل وكأنها هي "الآمر الناهي" وحكمت علي كل الأصوات والمواهب بالفشل قبل أن تبدأ ضاربين عرض الحائط كل قيادي كبير في ماسبيرو سواء كان إذاعة أو تليفزيون وعلي رأس ماسبيرو صفاء حجازي رئيس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون وأين دور وزارة الأوقاف والأزهر الشريف من هذه الاختبارات وما يحدث فيها وقد نبهنا من قبل بأن إذاعة القرآن الكريم لا تستعين في الأمسيات الدينية إلا بعدد قليل من المبتهلين وتترك الباقين وما نتيجة كل ذلك وعدم إعطاء الفرصة للمواهب من المبتهلين والقراء في الوقت الذي نسمع ونشاهد كل من هب ودب وأصبح نجما بفضل أغاني المهرجانات ولماذا لا يتدخل وزير الأوقاف ويكون له دور فيما تفعله لجنة الاختبار التي وضح أنها تريد لمحافظات الصعيد العيش في ظلام الجهل والضلال بدلا من أن نهتم بهم ونشجع المواهب الدينية ووضعها علي الطريق المضيء أم نتركهم للضياع والنسيان؟!
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر