حسن الرشيدى
"لنا الله" يا حكومة وبرلمان!!
تلقيت العديد من الرسائل التي تطالبني بالمزيد من الكتابة والنشر عن أحوال وأوضاع أصحاب المعاشات الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن.. بينما يعيشون بعد إحالتهم للتقاعد كأموات.. أو بائسين.. يعانون الألم وأوجاع الأمراض.. وغلاء الأسعار.. وقلة الحيلة.. والعجز أمام طلبات الأبناء أو الأحفاد.. وبعضهم عبَّر عن أحزانه قائلاً: "احنا عايشين ليه.. ما عندناش دم.. ربنا ياخدنا.. ولا شكر اللَّه سعيكم فينا مقدماً.. لنا اللَّه".
رسائل موجعة.. تمزق القلوب.. تعبر عن حياة ومعيشة ملايين المصريين أصحاب المعاشات الذين يتقاضون معاشات لا تفي بأقل متطلبات الحياة.. بل إن بعض أرباب المعاشات يؤكد أن قيمة معاشه الشهري لا تكفي لشراء وجبة فول وطعمية يومياً لأسرته.
في الحقيقة.. الحكومة تظلم أصحاب المعاشات.. فالزيادة السنوية للمعاش.. لا تواجه الزيادة المستمرة في أسعار السلع والخدمات.. ولا تغطي جزءاً منها.. فالحكومة يجب أن تنظر بعين الرحمة لمن بلغوا التقاعد.. الذين لم تعد لديهم القدرة علي القيام بأعمال توفر لهم دخلاً بجانب قيمة المعاش الهزيلة التي تدفع أعداداً غير قليلة لليأس والإحباط.
الحكومة يجب أن تعيد النظر في نظام المعاشات.. وأتذكر هنا المشروع الذي تم إعداده عندما كان يوسف بطرس غالي وزيراً للمالية.. ولم ير النور.
المشروع كان يتضمن حماية العاملين والموظفين عندما يحالون للتقاعد.. بصرف حد أدني لا يقل عن 70 في المائة شهرياً من جملة ما كان يتقاضي العامل أو الموظف أثناء الخدمة.. وأتذكر أن الدكتور محمد معيط. نائب وزير المالية الحالي قد قدم لنا شرحاً مستفيضاً لمشروع القانون في حضور الدكتور يوسف بطرس.. فهل نسي الدكتور معيط مشروع القانون الذي كان من المخطط تطبيقه في عام 2013؟!!
إن أصحاب المعاشات الذين أفنوا عمرهم في خدمة الوطن.. يجب علي الدولة.. أن تصون كرامتهم بتوفير حد أدني من الحياة الكريمة لهم.. من خلال معاش مناسب.. لأنه ليس من المقبول أن يتقاضي بعض أصحاب المعاشات أقل من 10 في المائة من مرتباتهم التي كانوا يتقاضونها أثناء الخدمة!!
ارحموا أصحاب المعاشات.. بصرف معاش يوفر لهم الحد الأدني من الغذاء والدواء..
لا يطالب أرباب المعاشات بمساواتهم بنظرائهم في دول أوروبا وغيرها.. الذين ينعمون بقيمة معاش محترم.. يلبي كل احتياجاتهم ورحلاتهم. وأكثر.. بالإضافة للعلاج المجاني.. والمزايا في كثير من الأنشطة.. والمزارات.. وإنما يطالبون فقط بالحد الأدني للحياة الكريمة.. من خلال معاش مقبول. ومناسب يخلصهم من الإحساس بالحرمان أو حياة الذل والهوان.
أقول لرئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل.. ووزير المالية د.عمرو الجارحي.. ووزيرة التضامن الاجتماعي د.غادة والي: كيف يكون إحساسكم عندما تجدون أستاذاً لكم. أو معلماً. أو زميلاً سابقاً لم يحظ بمنصب مهم مثلكم.. يعاني الحرمان وقلة الحيلة.. ولا يقدر علي مواجهة أعباء الحياة.. ونيران أسعارها.. بينما يرفض الذل وامتهان كرامته.. ويكتفي بالبقاء وحيداً.. بعيداً عن أعين الناس. التي كانت تراه قوياً كريماً عزيزاً أثناء خدمته؟!!
أرباب المعاشات.. يخاطبون ضمير البرلمان لإنصافهم. وإنقاذهم.. من حالة اليأس والإحباط.. وقلة الحيلة.
كلمة واحدة يرددها أرباب المعاشات المظلومون. الذين لا يتقاضون معاشات تكميلية مثل غيرهم من الفئات المحظوظة: "لنا اللَّه".
كلمة موجعة.. مؤلمة.. قالها لي أحد أهل المعاشات.. هل لأننا أصبحنا "عواجيز" ومرضي. لا نستطيع التظاهر.. والاعتراض العنيف.. تتجاهلنا الحكومة.. ويهملنا نواب البرلمان؟!!
"الحرباية" بـ36 مليون جنيه.. و"الهربانة" بـ20 مليوناً!!
** كيف يكون إحساس المواطن الفقير أو المهمش الذي لا يستطيع شراء "فرخة" كل شهر.. أو كيلو سمك لأبنائه.. بينما يقرأ أن تكاليف مسلسلات شهر رمضان هذا العام تجاوزت 2 مليار جنيه؟!!
كيف يكون إحساسه.. عندما يسمع أو يقرأ أن الفنان عادل إمام يتقاضي 45 مليون جنيه أجراً عن دوره في مسلسل "عفاريت عدلي علام". الذي بلغت تكاليفه حوالي 120 مليون جنيه؟!!
وتتقاضي الفنانة هيفاء وهبي عن دورها في مسلسل "الحرباية" حوالي 36 مليون جنيه.. ويسرا 20 مليوناً عن مسلسلها "الحساب يجمع" ودنيا سمير غانم "20 مليوناً" عن دورها في مسلسل "الالا لاند"؟!!
وتقاضي الفنان محمد رمضان 36 مليون جنيه عن دوره في مسلسل "مرزوق وإيتو" وياسمين عبدالعزيز 20 مليون جنيه عن دورها في مسلسل "هربانة" ونيللي كريم 25 مليوناً عن دورها في مسلسل "لأعلي سعر".. والنجم كريم عبدالعزيز 38 مليوناً عن مسلسل "الزئبق".. بينما يحصل الفنان أحمد السقا علي 40 مليون جنيه عن دوره في مسلسل "الحصان الأسود"!!
اللهم لا حسد.. والسوق عرض وطلب.. وكل نجم يرفع من أجره.. وفقاً لرؤيته. ومستوي جماهيريته.. ونجوميته!!
أتمني أن يقوم كل فنان من الذين تقاضوا الملايين. بتخصيص جزء من أجره.. لمساعدة الغارمات اللائي صدرت ضدهن أحكام بالحبس أو السجن.. لعدم قدرتهن علي سداد أقساط الثلاجة أو البوتاجاز.. أو غرفة نوم ابنتها العروس!!
قانون الاستثمار وحده .. لا يكفي!!
قالت سحر نصر. وزيرة الاستثمار.. إن قانون الاستثمار الجديد يعد خطوة مهمة لجذب الاستثمارات.. لكن الأهم من القانون هو تنفيذه.
كلام الوزيرة لا شك صائب.. ولكن المهم هو الانتهاء من اللائحة التنفيذية بسرعة حتي تكون هناك خطوات جادة للاستثمار الذي يتطلب العمل وليس الكلام.. أو البيروقراطية أو الموظف الحاقد علي المستثمرين ويعمل علي "تطفيشهم".
المهم أن تكون هناك ميكنة تمنع تعامل الموظف مع المستثمر.. والمناخ الصحي الحاضن للاستثمار.. فدخول المستثمر يجب أن يكون آمناً.. وخروجه أيضاً.
القانون وحده لا يكفي.. المهم ثقة المستثمرين في تعاملاتنا.. والعمل الجاد لجذب الاستثمارات.
أصغر رئيس فرنسي .. وراءه امرأة!!
فشلت مارين لوبان اليمينية المتطرفة في الوصول إلي قصر الأليزيه.. هزمها الشاب ماكرون في انتخابات الرئاسة الفرنسية. وأطاح بأحلامها. وأنقذ فرنسا وأوروبا من كابوس مخيف. استطاع الشاب ماكرون البالغ من العمر 39 عاماً.. أن يكون أصغر رئيس فرنسي.. ولم يتردد في الإعلان عن أنه من دعاة الحركة النسوية.. والرجل الصحيح هو من تقف وراءه امرأة.. وقال صراحة أمام الشعب بعد الجولة الأولي للانتخابات مخاطباً زوجته بريجيت التي تكبره بـ25 عاماً.. "بريجيت أنا لا شيء بدونك.. أنا جاهز لخوض الجولة الثانية بمساندتك".
ونجح ماكرون بجدارة. وتفوق علي منافسته المتطرفة الكارهة للمسلمين والمهاجرين.. بعد حصوله علي 20 مليونا و754 ألف صوت. بنسبة 1.66 في المائة من أصوات الناخبين.. ولم تستطع مارين لوبان أن تكون مثل ترامب. الرئيس الأمريكي.
شرطة المطار بين قوة الأمن .. وفوضي المرور!!
** كل من تطأ قدماه أرض مطار القاهرة.. يدرك أن الجهود الضخمة التي يبذلها رجال شرطة المطار والمباحث الجنائية في تأمين المسافرين.. والتأكد من تعقيم السيارات بكافة أنواعها.. وخلوها من أي ممنوعات من خلال الكمائن المستمرة.. الثابتة والمتحركة.
الإجراءات الأمنية لا ريب تثير اطمئنان المسافرين والعائدين.. ولا تغضب المودعين والمستقبلين لأنها تصب في صالح أمنهم وسلامتهم.. وأمن الوطن.
ولكن في الحقيقة.. عملية المرور وتنظيم السيارات أمام مركز الخدمات والبنوك سيئة للغاية.. إنها فوضي مؤذية. وأحجار وحواجز تشوه الشكل العام.. وبلا فائدة.
أعتقد أن اللواء فهمي مجاهد مدير أمن المطار المشهود له بالكفاءة والشفافية وحرصه علي مصالح الناس.. إذا قام بجولة لمنطقة الخدمات والبنوك سوف يعتريه الحزن وينتابه الغضب لحالها.. رغم أن ذلك لا يقلل أبداً من الجهود المضنية التي يبذلها رجال شرطة المطار.. بمختلف مستوياتهم.. في ظل تحديات قاسية.
** كلام أعجبني:
ما لا يرتاح له قلبك.. لا تثق به أبداً..
فالقلب أبصر من العين.