الجمهورية
يسرى السيد
أحزاب فاشلة ويمن غير سعيد !!
من يقود الحياة السياسية والبرلمانية في مصر في السنوات القادمة؟ بمعني آخر هل لدينا حياة حزبية في مصر يمكن من خلالها اعداد وتربية كوادرسياسية قادرة علي قيادة الحياة السياسية في مصر.... الاجابة السريعة:لا!!... لكن الاهم من الاجابة هو السؤال التالي: من المسؤل عن ذلك ؟
اقولها بكل صراحة وبدون مواربة: كلنا مسئولون:
* الحكومات المتعاقبة باستراتيجياتها الثابتة قد تكون في مقدمة المسئولين عن ذلك حين تدخلت طوال الاربعين عاما الماضية وبالتحديد منذ اعلن الرئيس السادات في منتصف السبعينيات عن ميلاد الحياة الحزبية في مصر باطلاق ما اسماه وقتها ¢المنابر¢. وتطورت بعد قليل الي ثلاثة احزاب حتي وصلت الآن الي اكثر من 100 حزب لايمكن لمتخصص حصرها بعد قيام ثورة 25 يناير... والمشكلة ليست في عدد الاحزاب بقدر تأثيرها في الشارع المصري!!
* بداية فشلت الاحزاب الي تبنتها الحكومة من منبر الوسط الي حزب الوسط الي الحزب الوطني:
* علي المستوي التنظيمي في تربية كودار حزبية حقيقية بعيدا عن النفعية والانتهازية السياسية!!
* علي المستوي الشعبي في تكوين قواعد شعبية حقيقية مؤمنة بالفكر السياسي للحزب الذي تنتمي له!!
واستمرت الحكومات المتعاقبة في فشلها السياسي في عهد السادات ومبارك وحتي الآن حين انتهجت نهجا باء بالفشل علي التجربة الحزبية كلها حين اصرت علي سياسة اختراق احزاب المعارضة وتدميرها من الداخل باشعال الصراعات الداخلية تارة. او بفرض سياسة الحصار و¢الخنق ¢في اتصال هذه الاحزاب بالجماهير!! وكانت هذه السياسة هي الطريق الملكي للعمل السري لجماعات الاسلام السياسي في الوصول للقواعد الجماهيرية بالخدمات الصحية والتعليمية والخيرية وساعدها في ذلك ضعف الخدمات الحكومية في الصحة والتعليم والتموين.. الخ....يعني فشلت الاحزاب والحكومة ونجحت الجماعات الدينية ممثلة في جماعة الاخوان والجماعات التي خرجت من رحمها!!
* وجاءت القيادات الحزبية خاصة في الاحزاب القديمة لتزيد الطين ¢ بلة¢ حين وضعت السدود امام الاجيال الجديدة والشابة واصبحت القيادات الحزبية الشابة في فترة ما تتجاوز السبعين من العمر منافسة قيادات الحزب الوطني... يعني لا تعايرني ولا اعايرك العجز طايلني وطايلك!! يعني شاخت القيادات الحزبية في الحزب الحاكم قبل 25 يناير وحتي القيادات التي ادعت حمل لواء التغيير فيه جاءت برياح عصفت بنظام الحكم كله!! والسؤال هل استفدنا بالتجربة.. أعتقد: لا!!
خاصة حين اصبح رأس المال هو المتحكم في معظم الاحزاب وتتكرر التجربة الآن!!
فاذا كان تحالف رأس المال مع السياسة قد نتج عنه الفساد الذي نعاني منه حتي الآن!!
واذا كان تحالف التيار الديني مع السياسة والمال قد انتج لنا تطرفا وارهابا وعنفا نعاني منه حتي الآن!!
فهل المشهد الآن تخلي من هذه الامراض والفيروسات ؟ اعتقد لا!!
فالحل هو في حياة سياسية حزبية خالية من هذه الامراض والسؤال كيف وكل فيروسات هذه الامراض مازالت ساكنة في الجسد الحزبي مع الكثير من الانتهازية والبلطجة البعيدة عن هموم الناس في الشارع سؤال صعب لكن الاهم ان الطريق مازال صعبا في الوصول لحياة حزبية بعيدة عن سلطة الحكومة ورأس المال وتيارات الدين السياسي!!
اليمن غير السعيد
حضرت ندوة مساء الاثنين الماضي نظمها حزب التجمع والحزب الناصري عن الاحدات الجارية في اليمن وحضرها العديد من الشباب اليمني في القاهرة وبعض الشخصيات اليمنية في مقدمتها العميد يحي صالح ابن شقيق الرئيس اليمني الاسبق علي عبد الله صالح...
وبعيدا عن التوصيفات والاطروحات آدميت قلبي المشاهد المأسوية للضحايا اليمنيين في حرب بعيدة عن اعين الاعلام. سواء كان ذلك عن قصد وعمد. او بدون قصد او بدون عمد لانها تتم بعيدا عن اعين الاعلام العالمي الذي نستقي منه اخبارنا للاسف الشديد بكل ما يحمل من اجندات دولية!!
وبعيدا عن حرب المصالح والحسابات المتعارضة تبقي عدة اسئلة في مقدمتها:
* ما ذنب الشعب اليمني المسكين في دفع فاتورة هذه الصراعات ؟...وهل كان اعداء العرب وفي مقدمتهم اسرائيل قادرين ان يفعلوا باليمن والعراق وسوريا وليبيا اكثر مما فعل العرب بهذه الاقطار!!
* طرح معظم المشاركين بأن الخروج من الازمة اليمنية يكمن في تكاتف الشعب اليمني...و السؤال كيف يكون هذا التكاتف وقد حول العدوان الشعب اليمني الي فرق وشيع تنفذ ما تؤمر به من خارج اليمن. فلم يعد العدو فقط في الخارج لكن سكن العدو في الضلوع والامر كذلك في العراق وسوريا وليبيا
* والنقطة المهمة ولم يتطرق لها المتحدثون بأن احد الاسباب التي ادت الي هذا المأزق: ان اليمن لم يكن هو اليمن السعيد قبل اندلاع الثورة ضد علي عبد الله صالح ولذلك لم يجد من يدافع عنه وسهل مهمة اعداء اليمن... يعني الكل يتصارع من اجل مصالحه والشعب اليمني يدفع وحده الثمن من دم وخراب ودمار!!
* ولم يتطرق احد ان غياب مصر عن الساحة بسبب انشغالها بمشاكلها الداخلية حتي قبل ثورة 25 يناير نتج عنه محاولة بعض الاقزام احتلال دور مصر... والنتيجة ما نري. لان الفارق بين مصر وهؤلاء ان مصر تتحرك في اتجاه الامن القومي العربي الذي لم يتعارض ابدا مع امنها القومي بعكس الذين تحركوا لخدمة المصالح الاسرئيلية والامريكية فقط!!
* ويبقي السؤال ماذنب الاطفال والنساء والشيوخ بل وكل افراد الشعب اليمني في هذه الحروب التي تدور بالوكالة عن اسرائيل وامريكا في المنطقة ؟....وتستمر الاسئلة ماذنب البنية التحتية التي تم تدميرها والتي بنيت بشق الانفس علي مدي عشرات السنين في بلد فقير في الثروات ومن يا تري سيدفع تكلفة انشائها من جديد ؟!
* والاخطر من ذلك هل تدمير المناطق الاثرية بالامر المقصود لبلاد ظهرت للوجود بالصدفة او طبقا لتحالفات دولية مشبوهة....واعتقد ان احد اهداف هذه الحرب في اليمن والعراق وسوريا هو تدمير ماتميز هذه الدول من اثار وتراث انساني وحضاري ظنا من المعتدين انهم بذلك سيجعلوننا نتساوي جميعا مع بلاد رعاة البقر او رعاة الغنم او بلاد الشتات بعد تدمير حضارات بابل وسبأ وحضرموت والفينيقيين.. الخ
* هل نفيق قبل فوات الآوان ؟....بصراحة انا متشائم!!
حل مجلس النواب
هل هناك سيناريو يعد الآن لحل مجلس النواب عن طريق بعض الدعاوي القضائية قبل اجراء الانتخابات الرئاسية في منتصف العام القادم..!!
وبعيدا عن الاسباب والحجج ومدي قانونيتها ودستوريتها...وبعيدا ايضا عن مدي رضاء الشارع باداء مجلس النواب من عدمه. وجدتني اسأل نفسي هل مصلحة مصر ان تدخل في العام القادم في انتخابات برلمانية ورئاسية مرة واحدة ؟!
وهل نملك رفاهية اجراء انتخابات برلمانية جديدة ونوقف ماكينة التعديلات التشريعية التي تستلزم اجراء تعديلات علي اكثر من 84 الف قانون بعد تغيير الدستور
وهل هناك مخطط محكم حتي لاتبارح مصر مكانها الي المستقبل بوضع مليون عصا في عجلة التقدم وبحجج شيطانية بارعة ؟
اقول ذلك وانا غير راض عن اداء مجلس النواب لكن مصر تستحق منا ان نصبر ونتحمل حتي نخرج من النفق الي النور!!
* مخطط محكم.. للفشل
اكاد اصل الي مرحلة اليقين ان هناك مخططا مدبرا لافشال الدولة المصرية الآن...
في كل وزارة وهيئة هناك جيوش تريد افشال اي حركة تقدم للامام....في كل هيئة او وزارة جماعات منظمة لتظليم وتعتيم اي نافذة نور او بارقة امل....في كل هيئة او مؤسسة او وزارة جيوش من المحبطين والفاشلين والفاسدين يقفون حجر عثرة نحو اي تقدم.
* في الماضي كنت تتدخل الي اي مكتب او مصنع او منشأة فتجد 5 من البلطجية او الفشلة او المتكاسلين لكنهم يذوبون امام 15 موظفا او عاملا يعملون بجد ودأب. وكانت النتيجة ايجابية لحد ما... يداري مجهود ال 15 موظفا علي تكاسل او بلطجة او فشل الخمسة!!
اما الآن فقد انقلبت الآية... واصبح 5 او اقل هم من يعملون والباقي اصبحوا بلطجية او فشلة او محبطين....
ولو سارت الامور علي هذا النحو قد نجد بعض الامل لكن الخطير ان البلطجية والفشلة تحولوا من منطق الخمول الي الفعل... اقصد تحولوا الي اداة عرقلة او قل¢ سدود ومتاريس¢ يمنعون من يعملون من العمل... يعني هناك سبق اصرار وترصد علي افشال الدولة.
باختصار هم سرطان يأكلون في بدن مصر. وينهشون في كيان الشعب المصري...
هل يستمر هذا الوضع كثيرا والي متي ؟...أسئلة لا تحتاج إلي اجابة ولكن الي تحرك وتحرك سريع!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف