المساء
سمير الجمل
انتخوا .. سخسخوا .. رخرخوا!!
لماذ تهاجم حق الناس في الترفيه.. ألا يكفي ما هم فيه.. يعني أنت والزمن والمتاعب؟!!
** بكل فخر.. أنا في قلب المعمعة.. ونحن جميعاً نشترك في المعاناة بدرجات ومستويات.. لكن لا أحد يسأل نفسه: ماذا قدمت حتي أصرخ وألطم مع الذين أدمنوا الشكوي؟!!.. وهم جالسون علي مقاهي النطاعة في حالة الأنتخة.. وأيضاً.. هم في حالة "فخفخة".. وأهل "السخسخة" الذين هم في ضحكهم وهزلهم ماضون حتي في أصعب لحظات الوطن.. وهو يواري أكرم الشهداء إلي ترابه. ويحاول أن يجفف دمعه.. وأن يمضي للأمام نحو البناء.. محارباً أهل التدمير والتفجير بالتعمير.
فهل تتصور أن بلادنا التي تبحث لنفسها عن خلاص اقتصادي في ظل غياب الزراعة.. وتراجع الصناعة.. وزيادة أعداد العاطلين علي حساب الحكومة من الموظفين الذين يتظاهرون من أجل حوافز وأرباح في مؤسساتهم الخاسرة؟!!
هل تتصور أن بلادنا التي عايرها البعض بأنها تعيش عالة علي غيرها. وتمد يدها لكي تأكل.. رغم كل ما فيها من كنوز.. بشرية وطبيعية.. هذه البلاد استوردت في عام 2016 بما يزيد علي 6 مليارات دولار طعام قطط وكلاب. وورق بفرة. وتبغ شيشة. ومأكولات بحرية. وشماريخ. ولحوم طاووس وغُزلان. ولبان وشيكولاتة. ومثبتات شعر.. وغيرها من رفاهيات السفه والتبذير.. إلي درجة العبط؟!!.. ثم انظر كم تنفق الفضائيات علي برامج الهزل والهزار الماسخ والاستفزاز.. بهؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالنجوم.. ومنهم "الميجا ستار" و"السوبر ستار" علي خيبة إيه ما تعرفش؟!!
ألا يستحي هؤلاء الذين انتفخت بطونهم شبعاً من حلال أو حرام.. وحولهم الجياع في كل حتة.. ولا ينظرون إليهم بنظرة عطف ورحمة.. أو لقمة؟!!
ألا يعرف هؤلاء وغيرهم أن بلادنا في حالة حرب. وأنهم وإن جلسوا إلي المقاهي ينفخون ويشيشون. ويلعبون.. أصبحوا أسلحة تحارب البلد. وعالة عليها.. مثل أهل الشر تماماً الذين يقتلون ويكذبون؟!!.. وأنا لا أتحدث عن الذي اشتغل. ويبحث عن لحظة أنس مع صُحبة.. لكنني أكلمك عن العاطل والباطل. الذي ينتظر أن تمطر عليه السماء ذهباً وفضة. وهو يعيش بسلامته علي قفا بابا وماما. وربما من عرق مراته. التي تكد وتكدح!!.. وقد قالوا: "إذا لم تستطع أن تفعل أشياء عظيمة.. فافعل أشياء صغيرة.. بطريقة عظيمة".
أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية كانت تقف في طوابير من أجل "بيضة".. لكنها نفضت عن نفسها الغبار.. بالشغل.. بالعدل.. بالقانون.. بالإنسانية.. بالصدق.. وكلها قيم هي أساس الإسلام والمسيحية واليهودية.. حتي صدق فينا قول الإمام "محمد عبده": وجدت في أوروبا إسلاماً بلا مسلمين.. وهنا المسلمون بلا إسلام.. قلها يا إمام وكررها في هذه الأيام. لكن بشكل أوسع. فقد زادت الجوامع.. والكنائس.. وقَـلَّت الضمائر. وخربت الذمم. إلا من رحم ربي.. طالت اللحي وقصرت الجلاليب.. حتي بلغنا مرحلة التدين بلا دين حقيقي.
ويا ليتنا بعد كل هذا.. وبعد ما جري معنا. ومع غيرنا من خازوق الربيع العربي. الذي دمر سوريا. ومرمط العراق. وقسم ليبيا. وحرق اليمن. وسلط علينا من بيننا من لا يخافه ولا يرحمنا.
وسط هذه المعادلة المجنونة.. لا اتعظنا. وقد شملتنا مظلة اللَّه فوق بلده المحروس بعنايته. ولا انتبهنا. وقد عافانا اللَّه مما ابتلي به غيرنا.. لكن تقول لمين؟!.. وفي كل هذا سألخص لك المشهد.. وقد تزاحم الناس علي سيارات الجيش. تقدم لهم الطعام الرخيص المضمون.. ثم يخرج الإخواني والغافل والمغفل من الطابور. وقد حمل ما حمل لكي يلعن الجيش. وهو حاميه وطاعمه. ومساعده!!
لكنها بلادنا. فيها من المضحكات المبكيات ما لا عين رأت. ولا أذن سمعت.. ولا خطر علي بال الجن الأزرق.. وهي دي مصر يا عنتر!!
ويا أهل الأنتخة والسخسخة والفخفخة.. من ينقذكم بعد هذا من "الرخرخة"؟!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف