الأخبار
مصطفى عبد الله
إطلالة علي الساحة
تصادف أن تكون إقامتي في العاصمة التونسية علي بعد أمتار من السفارة الفرنسية وهو ما جعل ذاكرتي تعود عدة سنوات إلي الوراء، عندما كنت أقيم في نفس الشارع.. شارع الحبيب بورقيبة الشهير.. وإذا بي فجأة أكتشف أنني ممنوع من الخروج من الفندق تمامًا لأن برنامج الرئيس الفرنسي، الذي يزور العاصمة التونسية، يتضمن توجهه في تلك اللحظة إلي سفارة بلاده، لكنني تغلبت علي قدري بالصعود إلي غرفتي المطلة علي هذا المشهد العجيب لأتابعه من علٍ.
ويبدو أن الشأن الفرنسي يفرض نفسه عليّ فرضًا كلما وطأت قدماي أرض تونس الخضراء؛ فزيارتي لها مع مطلع هذا الأسبوع تزامنت مع الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية التي فاز فيها إيمانويل ماكرون علي منافسته الشرسة ماريان لوبان، بعد معركة اشتدت رحاها بصورة لا أذكر أن فرنسا شهدت مثيلًا لها من قبل.
وقد لمست ولع الشارع التونسي بمتابعة تطورات هذه المعركة الانتخابية بحكم وجود جالية تونسية ضخمة في مختلف المدن الفرنسية.
ولعل أول ما لفت انتباه من تابع هذه الانتخابات مثلي أن هناك صعودًا باديًا لليمين في الغرب، بدا هذا جليًا في الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي جاءت ب»‬دونالد ترامب» وأفكاره التي أزعجت الكثيرين، وهو الاتجاه ذاته الذي مثلته »ماريان لوبان»، مرشحة اليمين التي تنافست مع مرشح الوسط،»إيمانويل ماكرون».
وقد كان النهج الذي سارت عليه »‬لوبان» منذ انتهاء الجولة الأولي، مهاجمة منافسها، الأوفر حظًا منها، الذي دعا إلي حماية قيم الجمهورية وأهمية انتماء بلاده إلي الاتحاد الأوروبي، بينما سعت »‬لوبان» بسفور إلي عودة »‬الفرنك» والانفلات من »‬اليورو».
ولعل هذا هو ما جعل الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، يجاهر بمطالبة الناخب الفرنسي بتجنب منح ثقته لهذه السيدة إبان الحملة الانتخابية الضارية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف