جلال دويدار
إصلاح التعليم يتطلب.. ثورة في المفاهيم والشعارات
في إطار ما دار في موتمر أخبار اليوم ـ جامعة القاهرة »نحو حلول إبداعية للتعليم» علينا ان نعترف أن أحد الاسباب الرئيسية فيما وصل إليه حالنا التعليمي من تدن وانهيار إنما يعود بشكل أساسي إلي أنه يمثل ذيل قائمة أولوياتنا. إن ما يؤكد هذه الحقيقة المؤلمة يتمثل في قيمة الاعتمادات المخصصة والتي تذهب ٨٠٪ منها للأجور والمرتبات المتدنية التي يحصل عليها العاملون فيكل الانشطة وعلي كل المستويات التعليمية. ما يحدث يتعارض تماماً وما يقضي به الدستور الذي حدد نسبة محددة ومعقولة من الناتج القومي لتمويل النهوض بالتعليم. ما جاء في الدستور مازال حتي اليوم حبرا علي ورق لا يلتزم به أحد بحجة عدم توافر الموارد.
إنقاذ العملية التعليمية في مصر والتي كانت علي أحسن ما يرام قبل خمسين عاماً يتطلب حلولاً ثورية وجريئة بعيداً عن الشعارات التي كانت وراء كل الكوارث التي داهمتنا ونعيشها. ليس معقولاً ولا مقبولاً في عصرنا حالياً أن نقدم الخدمة التعليمية مجاناً في كل المراحل المفروض ان دور الدولة يقتصر علي توفير هدف المجانية علي التعليم الاساسي.. أما مراحل التعليم الأخري فإنه يجب ان تكون هناك رسوم عادلة لتقديم خدماتها بشرط اتاحة التعليم المجاني للمتفوقين الذين يمثلون اضافة إيجابية لصالح الدولة. هل يمكن ان يكون معقولاً ان يدفع الطالب في الجامعات الخاصة عشرات الألوف من الجنيهات بينما لا يتجاوز ما يدفعه الطلاب في الجامعات المصرية المائة جنيه؟!
إصلاح هذه المعادلة سوف تنعكس آثاره ايجاباً علي كل جوانب المجتمع الذي يحتاج إلي تغيير جذري في مفاهيمه بما يساعد علي تفعيل خطوات هذا الاصلاح التعليمي. في هذا الاطار يبرز ادراكنا بأن أحد اسباب انهيار العملية التعليمية يتمثل في التكالب علي الدخول إلي الجامعات ليس من اجل تحصيل العلم النافع وإنما للحصول علي الشهادة دون أي شيء آخر. هذا الخلل المجتمعي كان وراء عدم الاهتمام بالتعليم الصناعي والفني المتوسط سواء من جانب الذين تدفعهم الظروف لأن يكونوا من طلابه أو من جانب الدولة التي أهملته تماماً رغم أهميته في النهوض الصناعي والاقتصادي. ليس أدل علي ذلك من فشلنا في استثمار مشروع مبارك - كول للارتفاع بمستويات التعليم الفني من خلال نقل التجربة الالمانية المبهرة إلي مصر.
هذه المشاكل والمعوقات التي تمثل جانبا من أزمة التعليم في مصر كانت محورا للعرض والآراء التي قدمها المشاركون في مؤتمر اخبار اليوم - جامعة القاهرة للتعليم الذي عقد الاثنين الماضي في فندق الماسة بمدينة نصر. أن من أهم ما تابعناه وسمعناه كان من جانب أمين عام المؤتمرالدكتور حسام بدراوي ومن جانب العالم المصري المبدع فاروق الباز ثم من وزيرالتعليم الدكتور طارق شوقي ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبدالغفار وكذلك مطالبة ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم ورئيس تحرير الأخبار بأن يكون الإصلاح التعليمي مشروعاً وطنياً.
وللحديث بقية