الجمهورية
منى نشأت
لطيفة
أغنية لطيفة تغنيها لطيفة.. ورغم انها في الحب الذي تعقبه كراهية فبشكل شخصي أحبها.. ولو فتشت في حياتك وربما دون حاجة لبحث سيقفز إنسان علي ذهنك. كنت تصل إليه من نفق المحبة ثم ظل يلقي بالحجارة حتي انسد النفق. وقد يكون أمرا أو شيئا وليس شخصا.
وقد حدثت لي.. مع "النت" راقني في البداية وجذبني. صرت أقلب صفحات فيسبوك وأتابع أصدقائي علي واتساب وتسعدني علي الصبح.. وردة أو أغنية. آنستني جوابات كانت في ظرف أبيض تصل مع ساعي البريد. تحمل كلمات حلوة أو دعوة فرح وحفل جميل. وآنستني أيضاً من الأنس. وكما قالها طه حسين في دعاء الكروان في وصف شعور المهندس بآمنة.. "فأنس لها" انها درجة من درجات التعود حين يزيد فيصل للائتناس بالآخر والرغبة في بقائه دوما.
ونعود إلي الأغنية التي بدأنا بها وكلماتها "هويتك عشقتك.. كرهتك نعم". والحقيقة اني وصلت لتلك المرحلة مع المدعو "النت".
مصيبة
أستيقظ في الصباح فأجد رسالة.. دعاء طويل يزعجني ما يكتب في آخره. أرسله إلي عشرة أو عشرين والحقيقة ان بعض معارفي يعرفون للقرآن والحديث والدعاء وقته. وساعاتهم لا تسمح بفرض وقت من رسالة ومرسل. ثم اني لم ولن أستجيب أبداً.. لدين ممزوج بتهديد أو وعد من بشر. فآخر الكلام لو لم ترسلها ستلقي في جهنم وستجد مصيبة سريعة ومثل هذه الرسائل هي المصيبة بعينها.
لا هذا هو الدين ولا تلك هي الوسيلة التي يعرف بها الإيمان.. والتي نتقرب إلي الله بها. ونترك فئة تتفهم الديانات علي طريقتها إلي آخرين هم إضافة لأسباب نبذ فيسبوك. ففي كل يوم تجد من أضافوك إلي مجموعة لا تعرف عنها شيئا. وقد يكون الصديق الذي أضافك إليها. أنت أضفته مجاملة دون أن تعرفه عن قرب. والأسوأ حين يدعوك أحدهم للعبة.. واللعب ليس علي بالك. وهذا الذي ما أن تقبل صداقته علي الملأ حتي يتسلل إليك علي الخاص.. ويبدأ بتحية ثم سؤال لماذا عدم الرد والتجاهل. وتحاول عبثاً أن تنشر انك لا ترد علي الخاص. إلا ان البعض لا يفهمون أو قد يكونون "بيستعبطوا".
صورة
وعلي فيسبوك ستجد واحد مصور نفسه وهو يغسل وجهه في الصباح وبيبلغ انه أمام "الحوض" وكله إلا السفر. كلما حدثت سفرية فلابد من خبر بصورة. فإن التقي بفنان ولو درجة عاشرة فهي صورة مع الفنان. والمفترض أن نعرف عن بعضنا فندعو للمريض بالشفاء.. لكن هناك من يضع صورة لطرف اصبعه المجروح مصحوبة بكلمات ادعو لي.. والغريب أن تجد رثاء لمتوفي يضع له الأصدقاء علامة إعجاب.
ولو استطعت قبول كل ما فات.. يبقي ان هذا النت رغم ما يحمل من مزايا المعلومات والمعرفة. فهو يأخذنا من العالم الحقيقي.. فعلي أي طريق كم هو رائع أن تتابع المشهد في المكان الذي تمر به.. وهو مؤلم أن تجد نفسك تنظر في جهاز بيدك يحجب عنك الطبيعة.
والمشهد السخيف الذي صرنا نراه في البيوت.. كل واحد من أهل البيت عينه علي المحمول ويده تعبث بالأزرار. لذلك تعالوا نطلقها نداء.. إذا كنت في زيارة اترك النت وتواصل مع أهل المكان. وعندما تكون وسط أهلك اجعل كلامك معهم.. الحديث.. الحوار أجمل حين يكون وجها.. لوجه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف