الجمهورية
سهير ابو العلا
رأي حر
أعلن أحد المسئولين في اتحاد الصناعات أن هناك كثيراً من السلع المكملة للصناعة يتم استيرادها من الخارج.. ضرب مثلاً برباط الأحذية ولكن القائمة تضم أنواعاً لا حصر لها من السلع التي لا تحتاج إلي تكنولوجيا متطورة أو مصانع ضخمة لإنتاجها ولكنها صناعات صغيرة ويتم استيرادها من الخارج.. وإذا قام هؤلاء المسئولون بجولة في الأسواق خاصة الباعة الجائلين سيجدون أنواعاً كثيرة من السلع التي يعرضونها وكلها سلع بسيطة تندرج تحت مسمي الصناعات الصغيرة.. ومتناهية الصغر وجميعها يحتاج إليها السوق المصري ويقبل علي شرائها المستهلكون.. وكلها بضائع مستوردة ويفتخر البائع وهو يعلن عن بضاعته بأنها مستوردة لجذب المستهلك وأغلبها صناعات يمكن تصنيعها في ورش صغيرة أو حتي في المنازل فلماذا لا يقوم اتحاد الصناعات بحصر كل أنواع السلع التي تدخل تحت بند الصناعات الصغيرة.. ومتناهية الصغر وإعداد قائمة بمثل هذه الصناعات وتقديمها إلي الجهاز الذي تم إنشاؤه مؤخراً وهو جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة.. بحيث يكون هناك تنسيق وتكامل بين الصناعات وهذا الجهاز يتم وضع دراسات الجدوي الخاصة بكل سلعة يمكن إنتاجها والتي يحتاج إليها السوق المحلي ويتم استيرادها بكميات ضخمة من الخارج.
يتم وضع هذه الدراسات أمام الراغبين في إقامة مشروعات صغيرة وتسهيل منح التمويل اللازمة لهذه الصناعات وتدريب أصحابها علي أحدث طرق التصنيع وتدريب العمالة الراغبة في الانضمام إلي هذه المشروعات بحيث يتم تحقيق الاكتفاء الذاتي من جميع أنواع السلع التي يحتاج إليها السوق المصري.. وأيضاً الصناعات الصغيرة التي تعد مغذية للصناعات الكبيرة.
الغريب أن هناك مئات السلع البسيطة التي لا تحتاج إلي تمويل ضخم أو تقنيات حديثة ويتم استيرادها من دول شرق آسيا التي نمت وتطورت وأصبحت تنتج جميع أنواع البضائع بدءاً من الصناعات متناهية الصغر ووصلوا إلي الصناعات الثقيلة والضخمة.. ونحن لانزال نستورد بضائع سهلة الصنع بدلاً من إنتاجها وتصديرها للأسواق الخارجية كل هذا دور اتحاد الصناعات وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ويجب أن يكون هناك تنسيق كامل بين هذه الأجهزة ولا تتحول هذه الكيانات إلي جزر منعزلة تحكمها البيروقراطية والروتين الذي يدمر أي تطور أو تنمية.
استمعت إلي العالم المصري د.فاروق الباز والذي تحدث في هذا الموضوع وقال في أحد البرامج القضائية التقي هو وعدد من العلماء بمجموعة من الخبراء في الدول التي أحدثت طفرة في صناعتها مثل اليابان وماليزيا وكوريا ودول أخري.. وبسؤالهم عن تجربتهم في هذا التطور المذهل في الصناعة يتم تطويرها بصفة مستمرة ولا تقف عند حد معين.. أكدوا جميعاً كما قال د.فاروق الباز.. إن البداية من التعليم.. وإصلاح التعليم ضرورة لأن من تعلموا تعليماً جيداً هم الذين أحدثوا هذه الطفرة الهائلة في الصناعة.
لماذا لا نستفيد من آراء وخبرات هؤلاء العلماء.. ولا نكتفي بمجرد الاستماع إلي كلامهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف