عباس الطرابيلى
إعلانات.. قبل الهنا بسنة!!
أعترف أن الاعلانات باتت هي المصدر الأساسي للإعلام.. والإعلاميين.. بل إن «سعر» الاعلامي يتحدد الآن بمستوي ما يحققه برنامجه من عائد إعلامي والفارق هنا بين الكلمتين: "نون" فى كلمة اعلان و"ميم" فى كلمة اعلام.. وربما يكون عائد هذه الاعلانات هو الذي يجذب الشباب إلي دراسة الإعلام ودخول كليات الإعلام.. وأمامهم أشهر النجوم، في معظم هذه القنوات..
ولأن رمضان هو شهر الاعلانات الأكبر.. وهو أكبر «تورتة» في حياة هذه القنوات وكل الصحف.. فقد بدأت مبكراً حملات الفوز بأكبر نصيب من تورتة الاعلانات.. وربما تتسابق شركات انتاج المسلسلات للفوز بهذه التورتة.. ولذلك فهي لا تبخل علي تغطية تكاليف انتاج هذه المسلسلات للفوز بهذه التورتة. وفي المقدمة بالطبع تأتي أجور النجوم.. ورحم الله أعظم نجومنا: أنور وجدي وليلي مراد ومحمد فوزي، واسماعيل يس وعماد حمدي.. الذين رحلوا وظروفهم المالية في الحضيض!!
<< بل ان قدرة أي مسلسل علي جذب أكبر نسبة من الاعلانات هي التي تحدد مواعيد عرض هذا المسلسل أو ذاك، مهما كانت نجومية النجم!!
وباتت العبرة مركزة في مسلسلات الهيافة والتفاهة.. وهز الوسط حتي البرامج الحوارية التي صنعت نجومية البعض توارت كثيراً والذكي من هؤلاء النجوم، هو من انسحب مبكراً.. أو غير من أفكاره البرامجية.. وما عرض القنوات لما سوف تقدمه في رمضان إلا وسيلة لجذب الاعلانات، لزيادة حصيلة القناة.. ودخلنا بذلك في سباق مع أنفسنا سواء بتقسيم المسلسل إلي عدة أجزاء.. أو في عمليات المط والتطويل وكله بات يحسب الآن بالدقيقة والثانية.. وهكذا يقاس الآن نجاح أي مسلسل بمدة الاعلانات التي تتخلل هذا المسلسل أو ذاك!!
<< وليست فقط اعلانات المسلسلات هي التي تحتل المقدمة.. بل هناك أيضاَ اعلانات الأكل والشرب وتوابعهما.. وفي المقدمة اعلانات الزيت. السمن بلدي أو صناعي.. وحتي المطاعم التي تحاول جذب الصائمين من الآن.. إما بطشة الملوخية.. أو دقية البامية باللحم الضاني.. ولهذا السبب زاد عدد القنوات المخصصة لتقديم برامج الطبيخ!! وتعددت البرامج هنا وهناك.. فالهدف هو جذب أكبر نسبة من الاعلانات المرافقة لبرامج المطبخ.. ويا سلام علي الأكل الفلاحي.. ولوازم الأكل الفلاحي!!
<< وإذا قارنا بين اعلانات زمان.. واعلانات ما نحن فيه من زمان، نجد أن الاعلانات الحديثة تستخدم أعلي برامج التقنية وفنون العرض باستغلال الألوان والموسيقي.. ومن المؤكد أن بيننا الآن من نجوم المطبخ ـ الشيفات ـ من أصبحوا أكثر نجومية من نجوم البرامج الحوارية، رجالاً ونساء ودخل لعبة الشيفات الكثير ممن يتقنون فن الطبخ أو «يدوبك» علي حافة الاجادة.. والأهم: وجود الكاريزما.. أو انعدامها.. وبعد ان كانت القنوات زمان تقدم برامج المطبخ علي استحياء.. زادت المعارك شراسة بين كل القنوات بلا نزاع!!
<< كل ذلك ومازال بيننا وبين أيام الشهر الفضيل أكثر من اسبوعين.. ولكنها حمي الجري وراء تورتة الاعلانات.. وانعكس ذلك علي عدد وكالات الاعلانات الموجودة الآن.. وعددها حتي من 10 سنوات فقط. وكذلك عدد العاملين بكل وكالة.. بل ان كثيراً من وكالات الاعلانات من تتحكم فعلاً في الانتاج الفني، من مسلسلات وأفلام.. وهي وكالات تسعي الي السيطرة علي سوق الاعلانات.. ولذلك دخل السوق كثير من الوكالات العربية بل والأجنبية..
وكل ذلك يزيد، وأكثر منه.. في شهر الصيام، شهر التقرب إلي الله سبحانه وتعالي!!