المصريون
د. محمد فتحي رزق الله
هل يعترف غيرُ المسلمين بالمسلمين ؟ (1ـ3)
كنا قد أوضحنا في المقالين السابقين كيف اعترف الإسلام بغير المسلمين،وكيف احترم حقوقهم،وكيف ألزم المسلمين باحترام عقيدة غير المسلمين،بل وإلزامهم بتمكينهم من ممارسة عقيدتهم حتي وإن كانت كفراً.وأوضحنا كيف كان موقف غير المسلمين علي العكس من موقف المسلمين.ثم وقفنا عند بيان نماذج من شهادات غير المسلمين للإسلام ولرسوله.ونحن إذ نعرض لهذه الشهادات إنما نعرض لشهادة أناس منهم من درس اللغة العربية بدقة،ليتمكن من دراسة الإسلام،قرآنا وسنة،وتمحيصاً لكتب التراث الاسلامي،محاولين بذلك الوقوف علي حقائق الاسلام،وحقيقة مايقال عنه،أوضده،ومنهم من اكتفي بسماع الافتراءات فرددها عن ظلم.وقبل عرض نماذج ممن شهد للإسلام،كان لابد من عرض نماذج لافتراءات غير المسلمين علي الإسلام،علي النحو الذي ذكره العديد من علماء الفكرا الإسلامي والسياسة الشرعية،وذلك علي النحو الآتي :
افتراءات الرئيس الأمريكي الأسبق (ريتشارد نيكسون)
_وهو يعتبر مفكر استراتيجي في نظر العديد من المثقفين،ولد في (9يناير 1913م)،وتوفي في( 22 أبريل 1994م).وهو الرئيس السابع والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية (1969_1974م).كانت خلاصة افتراءاته الورادة في كتابه (الفرصة السانحة) متمثلة في اتهام الاسلام بالعداء لغير المسلمين،وبناءً عليه دعا إلي معاداة المسلمين،وضرورة النظر إليهم علي أنهم دموين،غير متحضرين!!ومن العجيب أنه وسط عدائه هذا يعيب علي المسلمين رغبتهم في استرجاع حضارتهم الاسلامية السابقة،ويستنكرفهمنا أن الإسلام دين ودولة، وينهرنا لما فكرنا أن نتخذ الماضي وتراثه الإسلامي هداية للمستقبل !!ورغبة منه في محاصرتنا في أفكارنا،وتفكيرنا نادي علي العالم كله أن يتحدوا لمواجهة هذه الرغبة في البعث الإسلامي،ومحاصرة المسلمين سياسياً واقتصاديا،حتي يكونوا قوم تُبع للغرب،فلا يستطيعوا الفكاك منه.
_فهاهونيكسون يعلن عن ضروة التحالف الدولي لمواجهة الإسلام فيقول:علي أمريكا،وأوروبا،وموسكو أن يتحالفوا لمواجهة البعث الاسلامي الجديد.وضرورة دعم النموذج العلماني الأتاتوركي في تركيا ليكون هو النموذج السائد في كل الدول الاسلامية،باعتباره نموذجا منحازا للغرب،ساعيا،تابعا له سياسيا واقتصاديا...ثم يكمل ريتشارد قائلاً: وفي علمنة الإسلام وعالمه الضمان للمحافظة علي مصالح أمريكا،والغرب في الشرق،التي هي النفط وإسرائيل. لأن أكثر مايهمنا في الشرق الأوسط هو النفط وإسرائيل..وإن التزامنا نحو إسرائل عميق جدا،فنحن لسنامجردحلفاء،ولكننا مرتبطون ببعضنا بأكثر ممايعنيه الورق..نحن مرتبطون معهم أخلاقيا..ولن يستطيع أي رئيس أمريكي أو كونجرس أن يسمح بتدمير إسرائيل.
_وهاهو يفصح وكما أوضح علماؤنا الأفذاذ عن عمق كراهية الكثيرين من الأمريكين لكل المسلمين،واتخاذهم أعداء أكثر من أي شعب،فيقول:" إن الكثيرين من الأمريكين قد أصبحوا ينظرون إلي كل المسلمين كأعداء..ويتصور كثير من الأمريكيينأن المسلمين هم شعوب غير متحضرة،ودمويون،وغير منطقيين "
_ ثم يتهم الإسلام والمسلمين عن عمي فكري بأنهم نشروا الإسلام بالسيف فيقول:"..وأن سيوف محمد وأتباعه هم السبب في انتشار الدين الإسلامي في آسيا وأفريقياوحتي أوروبا.ثم يعلنها صريحة مدوية أن الإسلام والغرب متضادان فيقول " ويحذر بعض المراقبين من أن الإسلام والغرب متضادان " وقد صدق في ذلك هو الكذوب .ثم يتحدث عن هاجس داخلي وخوف لا أدري سببه ولا مصدره أن زيادة التعداد السكاني للمسلمين،وإمكانياتهم المادية سيشكل خطراً عدائياً كبيرا علي غير المسلمين،فيقول:"وأنه مع التزايد السكاني والإمكانات المادية المتاحة سوف يؤلف المسلمون مخاطر كبيرة ..وأنهم يوحدون صفوفهم للقيام بثورة ضد الغرب..وسوف يضطر الغرب حينها إلي ان يتحد مع موسكو ليواجه الخطر العدواني للعالم الإسلامي !! والسؤال إلي الدنيا كلها : ماذا لو أعلن أي رئيس،أو مفكر إسلامي العداء علي غير المسلمين،علي نحو ما أعلن نيكسون العداء علي الإسلام ورسوله والمسلمين ؟ساعتها لن يسلم حتي الرضع من أبناء المسلمين من تهمة العداء والإرهاب من العالم كله،حتي من العلمانيين من المسلمين!! وإلي لقاء قادم إن شاء الله نكمل فيه فضح نماذج العداء الغربي للإسلام والمسلمين.

د.محمد فتحي رزق الله
مدرس القانون الخاص،جامعة الأزهر
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف