محمد عبدالوهاب
سوريا.. صراع المصالح والاتفاقات
لن تكون إقامة المناطق الامنة الثلاث في سوريا نهاية المطاف ولا تضع حلا للازمة المشتعلة منذ ٦ سنوات ربما تكون حلا انسانيا مؤقتا لحماية الابرياء من بارود النظام السوري والمعارضة معا لكن المؤكد انه لن تنتهي أزمة سوريا بسقوط الأسد ولا القضاء علي المعارضة أمريكا سوريا هي أقرب إلي السقوط والانتهاء وهذا يبدو أقصي الممكن والمتاح.مؤشرات عديدة تؤكد أن القوي الدولية لم تعد تحتمل استمرار الصراع في الاراضي السورية، إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب كشفت صراحة عن هذا التطور فالصراع السوري في عقيدة إدارة ترامب بات مغذياً لكل الاخطار التي تمس الأمن القومي الامريكي والعالمي بل ومنبت لإرهاب داعش ولم يعد في الامكان قبول استمراره.
في المقابل لموسكو حسابات معقدة ومتشابكة وتندمج سوريا ضمن جملة المصالح الروسية حتي ان تلك التداعيات والمخاوف الامريكية تمثل مصالح روسية استراتيجية في المنطقة وبوابتها دمشق وعلي عكس ما يشاع من أن روسيا لا تتمسك بشخص بشار فالحقيقة أن الاسد بالنسبة لادارة بوتين ركيزة اساسية يستحيل ان تتخلي عنها موسكو حتي إن روسيا لم تفكر حتي بايجاد مراكز قوي أو دعم شخصيات غير بشار الأسد والحقيقة المؤكدة التي أخرجتها اجتماعات جنيف ان واشنطن وموسكو لا تملكان أي حلول ممكنة لانهاء الصراع والخروج من المستنقع السوري الذي يعد اكبر مأساة انسانية شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
وبالتالي فان كل الطرق الممكنة للحل في سوريا تنحصر في مساحة ضيقة تقع بين التقسيم المباشر قريبا من »سايكس بيكو» جديدة أو تقسيم واقعي يمهد لتقسيم علي الأرض.