الأخبار
أمال عثمان
رسالة إلي المسئولين القابعين خلف المكاتب!
وصلتني رسالة منذ بضعة أسابيع من القارئ عادل زايد تحت عنوان »الشعب يطالب الرئيس بالتدخل»‬، والحق أنني ظننت أن سطورها تحوي كثيراً من المبالغة والتضخيم، وفضلت عدم نشرها، لكني أدركت محتوي ما جاء بتلك الرسالة بعد واقعة »‬فتيات الهامبرجر» الشهيرة، التي تناولتها مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج التوك شو، وتأكدت أن ما ورد في الرسالة بعيد عن أي تضخيم أو مبالغة، عندما تحولت عربة »‬ برجر ستيشن» إلي قضية رأي عام انتفض لها الوزراء والمسئولون، وتحدث عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الشباب، وكانت النتيجة أن اتصلت وزيرة التضامن الاجتماعي بالفتاتين لتحديد موعد لهما مع المحافظ، وفتحت لهما أبواب المسئولين المغلقة، وبقدرة قادر تحول كل ما هو مخالف وعشوائي وفوضي وانتهاك للقانون، إلي موقف صائب وصحيح وسديد، ووضع شرعي ومنظم وقانوني!!
تقول سطور الرسالة: سيدتي الفاضلة أتمني نشر هذه القضية من خلال مقالكم، والقضية التي أريد طرحها تتمثل في أن المواطن البائس المحبط يحمل مظلمته وشكواه إلي السيد المسئول القابع في مكتبه المكيف علي مقعده الأثير، ولكن الرد يكون دائما عن طريق سكرتارية »‬الباشا»: »‬معاليه مشغول ما بيقابلش حد، عنده اجتماع»!!
وعلي الجانب الآخر نجد السيد المسئول الذي لا يقابل المواطنين، أو يسعي إلي حل مشاكلهم، بل ويقوم سكرتيره بطردهم من المكتب أحيانا، يفتح مكتبه أمام المعارف والأصدقاء والأقارب، ولا أدري لماذا يصاب المسئول في مصر بالغرور والغطرسة والكبرياء عندما يتولي موقعا قياديا؟! ونري قسمات وجهه يعلوها العبوس والتجهم، وإذا حدث وقابل المواطن علي حين غرة يكلمه بتعال، ومن طرف لسانه وهو جالس علي كرسيه مثل الطاووس، مختالا كأنه يخرق الأرض أو يبلغ الجبال طولا، أو كأن المواطن يتسول منه وليس صاحب حق!
والمشكلة يا سيدتي.. أن المسئول في بلدي يحب التضليل والتطبيل والمداهنة والرياء والنفاق، كما أنه بعيد عن العقاب والمحاسبة والمراجعة، فهو متأله والإله بالطبع لا يحاسب ولا يعاقب ولا يراجع، علاوة علي أن السيد المسئول لا هم له سوي الاستمرار في موقعه، دون أن يفكر في حلول حقيقية للمشاكل، أو وضع استراتيجية جديدة للمستقبل، لذلك فالفساد علي كل لون وشكل، واستحلال المال الحرام يزداد ويتنامي، نهب وسرقة ونصب وغش وكل الموبقات مازالت ترتكب في حق هذا الشعب، حتي أصبح الفساد طعاما نأكله وماء نشربه وهواء نتنفسه، ودواء يأتينا »‬مضروباً» لا يداوي أمراضا أصابتنا لأن كل شيء أصبح ملوثا ومغشوشاً!!
ولذلك نجد تراجعا مخيفا في كافة مناحي الحياة، والفوضي تضرب بأطنابها في كافة أرجاء البلاد، نظام الدولة خطأ والمنظومة كلها فاسدة، ولا يوجد أمل في الإصلاح طالما ظل هذا الوضع علي ما هو عليه، لذا فإن البلد بحاجة إلي إنقاذ حاسم وعاجل وسريع لا يحتمل التأجيل والتأخير، القانون يجب أن يطبق علي الجميع، والسادة المسئولون الذين يعيشون خارج الواقع والعقل والمنطق يجب أن يرحلوا، ومن يرتكب جريمة يستحق عليها العقاب والمساءلة، لا بد أن يحاسب ولا يستمر لحظة واحدة في موقعه.
سيدتي .. لدينا يقين بأن الله لن يخذلنا أبدا، وأن مصر بشعبها قادرة علي عبور حالة الإحباط واليأس والخوف من الغد، إلي شط الاستقرار والرخاء والازدهار، لكني أطلب من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يصدر قرارا يلزم الوزراء والمحافظين ورؤساء الهيئات والأحياء ووكلاء الوزارة باستقبال الجماهير، وأصحاب الشكاوي في مكاتبهم حتي لا يظلوا رهينة التقارير المكتبية التي أضاعت البلاد والعباد.
انتهت الرسالة ولكن يبقي سؤال أتوجه به إلي السادة المسئولين ..لماذا لا تخصصوا يوما من كل أسبوع لمناقشة شكاوي ومظالم المواطنين ؟! وهل علي كل من لديه مظلمة اللجوء إلي برامج »‬التوك شو» حتي يصل صوته إلي آذان ومسامع المسئولين؟
.. أفيدونا يرحمكم الله
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف