الجمهورية
صفوت عمران
البحث عن نظام
مواجهة نظام مبارك تبدأ من حملة منظمة لمواجهة الفساد وفضح ممارسات رجاله التي دمرت الوطن طوال 30 عاماً "أمراض ضياع ثروات قمع وتعذيب موت في عبارات غارقة وقطارات محروقة ومراكب الهجرة غير الشرعية ومبيدات مسرطنة" وربط ذلك بأدوار أركان هذا النظام. والذين أفسدوا المجتمع سواء كانوا وزراء أو نواب برلمان أو رجال أعمال أو إعلاميين أو مسئولين في مختلف المواقع تحولوا مع مرور الزمن إلي مصاصي دماء وهو ما يحتاج تحديد هؤلاء بالاسم والعمل علي أن تضم خطايا وأخطاء كل شخص منهم وكشفهم للمجتمع بشرط أن يتم ذلك بمعيار أخلاقي فلن نواجه الفساد إلا بالأخلاق السليمة.
وتنظيم الإخوان الارهابي يعتمدعلي ثلاثية "الفقر والجهل والمرض" وهو ما يحتاج عمل أكثر جدية ورؤية أكثر شمولية. فهزيمة أي تنظيم مثل الإخوان لن يتم إلا بخلق تنظيم جديد قد يشبه التنظيم الطليعي لكن مع اختلاف الزمان والمكان يمكن أن تكون بدايته "مفوضية الشباب" إضافة إلي عمل جاد ومتوازي علي تطوير التعليم لمواجهة الأفكار المتطرفة والظلامية والمغلوطة. وأيضاً الاعتماد علي خطاب ديني متجدد ورؤية ثقافية تنويرية تنطلق من قيم مجتعنا وليس القيم المستوردة "هذا تحد" إضافة إلي القضاء علي الفقر وتوفير فرص عمل وتشجيع الاستثمار علاوة علي توفير حياة صحية سليمة لجميع المواطنين.
الحقيقة أن الكفاءة يجب أن تكون المعيار الأهم في وضع أركان "النظام الجديد" حتي يتم تشجيع الجميع علي العمل والإبداع. والتعاون. ويقطع الطريق أمام رجال النظامين السابقين من القفز علي المشهد خاصة أن أغلبهم احتل موقعه إما بالواسطة والمحسوبية أو بدعم ومباركة الأهل والعشيرة. وهو ما يجعلنا نسأل هل يختلف عمل النظام علي مواجهة هؤلاء اللصوص أم أن الكثير منهم عاد للظهور مرة أخري من داخل عباءة الدولة في إشارة شديدة السلبية علي عودة عقارب الساعة للوراء.
ويظل المال صاحب التأثير الأكثر خطورة علي ديمقراطية وليدة مثل الديمقراطية المصرية خاصة ونحن نتحدث هنا عن شعب يقع قرابة 50% منه تحت خط الفقر. لذا مع بداية عام الجدل السياسي قبل انتخابات الرئاسة.. هل يمكن خلق نظام سياسي جديد يقوم علي الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية واستقلال القرار الوطني ومواجهة الفساد والظلم ومواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة أم أن أهداف الثورة تحولت إلي وهم وسراب وعلينا قراءة الفاتحة لها. دون أن نستطيع إقامة عزاء لها في مسجد عمر مكرم؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف