الجمهورية
حسن الرشيدى
كيف سقط الشيخ سالم؟
لم أتوقع ان يسقط الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الاوقاف السابق والداعية الإسلامي المعروف.. ويغرق في اليم.. لم اتوقع منه ابدا ان يكفر المسيحيين أو أهل الكتاب.. ويصف الديانة المسيحية بالفاسدة.. من خلال برنامجه علي قناة المحور الفضائية التي قرر صاحبها الدكتور حسن راتب ايقافه عن العمل بالقناة.. كما قرر وزير الاوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ايضا منعه من صعود المنابر بدور العبادة.. حتي يبدي اعتذارا وتصحيحا لما قال.
الشيخ سالم لا شك قد ارتكب خطأ فاحشاً أثار غضب الناس سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين لأن الطعن في عقيدة الاخر يؤدي لشق الصف واثارة الفتنة.. ولايجوز ابدا أن يصف داعية المفترض فيه الوسطية والاعتدال أن يصف الديانة المسيحية أو اليهودية بالفاسدة.. والغريب ان الشيخ سالم يعلن عن اعتذاره لجرح مشاعر المسيحيين.. ولكنه لايعلن تراجعه عن تفسيراته وكلماته التي اثارت الغضب وتسببت في ايذاء المشاعر.
تحدث الشيخ سالم في تفسيرات وأمور لاينبغي الخوض فيها.. فهل غاب عن الوعي.. حتي صدرت عنه تلك "السقطة"..؟
لقد أدمن بعض دعاة الظلام والسلفيين.. اثارة الهراء وتكفير الاخر وتحريم تهنئة المسيحيين في اعيادهم واصدار فتاوي شاذة ومتطرفة وغريبة.. لم يلتفت الناس اليها باعتبارها تصدر عن اناس فقدوا عقولهم بل اصبح بعضهم اضحوكة ومثارا للسخرية.. ولكن عندما يقع داعية مثل الشيخ سالم في تلك السقطة.. فان الامر ينذر بالخطر.. لانه شغل منصبا مهما في وزارة الاوقاف وفتحت له ابواب الفضائيات.. وخصصت له قناة المحور برنامجا يقول فيه مايشاء.
الاسلام يدعو للقيم السامية والاخلاق الحميدة وحسن المعاملة واحترام أهل الأديان الأخري وعقائدهم.. ويؤكد علي حق الإنسان في اختيار دينه بحرية "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" فلماذا نترك كل المعاني والتفسيرات الجميلة والقيم التي تدعو للترابط وحب الاخر.. ونتحدث في امور تدعو للفتنة والتفرقة وشق الصف في فترة نحتاج فيها للتماسك والترابط وتضافر الجهود لمواجهة التحديات الخطيرة وفي مقدمتها مكافحة الارهاب الاسود الذي لايفرق بين المسلم والمسيحي واليهودي.
بصراحة المشكلة لم تعد في الشيخ سالم وحده وانما في كل من يمسكون ميكروفونات الفضائيات ويقولون مايشاءون بلاوعي او ادراك لأبعاد مايقولون وتأثير ماينطقون به علي ملايين الناس خاصة البسطاء والغلابة الذين يتأثرون بالعمائم.
الفضائيات والمنابر في حاجة ملحة لضبط الايقاع. وعدم تناول قضايا تثير الفتنة أو تحض علي الكراهية وتسئ لمعتقدات الاخرين.
الامر يحتاج لحسم.. لان الخوف أو التردد في هذه القضايا يدفعنا للهاوية والسقوط.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف