عندما أعلنت قبيلة الترابين قبل عامين على لسان شيخها عن اعتزامها التصدي للإرهابيين، وتشكيل تحالف موسع من القبائل، توسمنا الخير وقلنا إن مشاركة هذه القبائل مؤخرا سوف يساعد على تحديد الأشخاص وأماكنهم، وتوقعنا بعد مشاركة حوالي 30 قبيلة، فى الجبهة التى أعنوا عنها آنذاك، أن تحقن دماء أولادنا الجنود والضباط فى الجيش والشرطة، وتوقعنا أيضا وصول الأجهزة الأمنية بسهولة إلى المواقع التي يختبئ فيها الإرهابيون، وتوقعنا كذلك أن تسيطر الأجهزة الأمنية على الدروب الوعرة بفضل خبرات القبائل المشاركة في حرب الإرهاب.
أكثر من ذلك قلنا ان مشاركة القبائل سوف تكون النهاية الحقيقية لسلسال الدم ولأخبار التفخيخ والاقتحامات والقنص والتفجيرات التى تنقلها وكالات الأنباء لنا يوميا، بصياغة أخرى أن هذه المشاركة سوف تضع نهاية لاستشهاد وموت أولادنا في الأجهزة الأمنية وفى وزارة الداخلية وفى القوات المسلحة، حيث نقل لنا يوميا أو يوما بعد يوم بعض الأخبار عن تفخيخ الإرهابيين لمدرعة واستشهاد ومقتل بعض أولادنا، وأخرى عن اقتحام بعض المنشآت بسيارات مفخخة، وأخرى عن مهاجمة احدى الوحدات أو الأكمنة الثابتة بمدافع الهون والأسلحة الآلية، وثالثة عن قنص بعض الجنود أو الضباط برصاصات مجهولة، وتنقل الجثث وتزرف الدموع وتشيع الجثامين ويهتف المشيعين ضد الإرهاب.
وقد زاد من سعادتنا أيامها وغبطتنا وفرحتنا ما نقل عن هذه الجبهة من مشاركة أو انضمام حوالي 30 قبيلة بشيوخها وشبابها، وما تردد أن هذه القبائل قامت بالسيطرة خلال ساعات قليلة على الدروب الوعرة التي يسلكها الإرهابيون. لكن المفاجأة التى أصابتنا بالإحباط حينذاك أن أخبار القنص والتفجير والتفخيخ لم تتوقف، كما انها لم يقل عددها، مازالت كما هى.
اليوم الوضع فى شمال سيناء يختلف تماما عن سنة 2015، ونظن ان قبيلة الترابين بدأت فى كتابة صفحات جديدة بتاريخها، فالمعارك التى تدخلها ضد الإرهابيين هو خطوة جاده وحقيقة للقضاء على الإرهاب، وتطهير مدن وقرى ودروب وجبال وهضاب وسواحل شمال سيناء من الموت، ما تقوم به قبيلة الترابين اليوم هو بداية لبناء وتعمير المنطقة.
نتمنى أن ينجح التحالف الذى تسعى إليه الترابين مع سائر القبائل فى شمال ووسط وجنوب سيناء، نجاح هذا التحالف هو نهاية لسلسال الدم الذى يسفك دماء أولادنا الشباب من سكان سيناء ومن حراس الأمن بها.
مصر فى حاجة إلى هذا التحالف، وفى حاجة لوقوف القبائل السيناوية صفا واحدا فى مواجهة التكفير والتفخيخ والقنص.