أؤمن تماما أن الملايين التي تنفق علي المسلسلات بحجة أنها تعكس الواقع.. لو أنفقت علي الواقع لغيرته أقول ذلك ونحن مقبلون علي شهر رمضان المبارك كل عام والشعب المصري بخير وما يتردد علي أسماعنا في السباق الرمضاني للمسلسلات وأجور الفنانين والملايين التي يتقاضونها تثير الشباب الذين يعانون بطالة والموظفون الذين يتقاضون مرتبات زهيدة تفي بالكاد بنود الطعام والشراب ولا تحتمل بند العلاج اذا لا قدر الله ومرض أحد أفرد الأسرة ـ تلك الملايين التي يتقاضاها الفنانون جعلت حلم كل طفل أن يصبح فناناً أو لاعبا للكرة طالما أن الشهرة والثراء السريع أمور مضمونة وسهلة المنال ـ أنا لست ضد الفنانين أو لاعبي الكرة وليس بيني وبينهم اية خصومة لكن مبدأ العدالة الاجتماعية الذي ننشده جميعا يجعلنا نري التفاوتات ويحيرنا رغما عنا ـ أن نعقد المقارنات ـ والامر لا يختلف كثيرا سباق بعض الاعلاميين عبر الفضائيات الذين يتقاضون ايضا الملايين ويتندرون علي غلاء الاسعار.
نعم نحن شعب نحترم الثقافة والفن ولا عيب في ذلك فالفن القوة الناعمة التي تصنع المستحيل ـ ولا جدال في ذلك ومن حق الجميع أن يرقص ويغني ولكن بعيداً عن مجال العمل ـ كما حدث من ممرضات احد المستشفيات التعليمية.. مؤخراً وحوّلن غرفة العمليات لصالة الرقص وتجاهلن المرضي.. وهو ما كشفه احد الفيديوهات المسربة لهن وتم النشر عبر موقع التواصل الاجتماعي تظهر فيه مجموعة من الممرضات بزي التمريض يرقصن علي نغمات أغنية "آه لو لعبت يا زهر" داخل قسم العمليات بإحدي المستشفيات المشهورة بالقاهرة وهو ما دعا د. أحمد عماد وزير الصحة للتحقيق في الواقعة ـ لكن يبدو أن الهوس بالفن والرقص أصاب احدي اساتذة الجامعة.. ففوجئنا مؤخراً بفيديو راقص صورته استاذة جامعية علي سطح منزلها الريفي وبثته عبر موقع التواصل الاجتماعي ـ وهو الأكثر انتشاراً ووصولا لاكبر عدد من المواطنين ولم تندم الاستاذة الجامعية علي ما فعلته المفترض فيها انها مربية الأجيال ومعلمة الطلاب القيم والفضيلة مثل دروس العلم.. لكن يبدو أن الهوس بالفن فاق الحد وسلب البعض عقولهم.. نعم للفن المحترم الراقي الهادف الذي يبني المجتمع ويبث بين ابنائه القيم والفضيلة والتكافل والتراحم.. ولا ألف أهلا ولا سهلا لفن يثير البغضاء والحقد الطبقي والفروق الاجتماعية بينهم ويساهم في تردي القيم والأخلاق الحميده.
كلمات لها معني
* عليك بالواجب ودع الحقوق تسعي إليك بغير عناء.
* الرحمة أقوي من الحب.. كلنا قادرون علي أن نحب.. لكن قليل من يملك الرحمة.
* الوعي في العقول وليس في الأعمار فالاعمار مجرد عداد لايامك. أما العقول فهي حصاد فهمك وقناعتك للحياة.