المساء
مختار عبد العال
دروس رئاسية.. بالفرنساوي!
تابعت وتابع الملايين الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي انتهت مؤخراً بفوز "ماكرون" بالرئاسة وتوقفت امام العديد من الدروس التي يمكن استخدامها من هذه الانتخابات.
اولاً: الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته "فرانسوا اولاند" قرر طواعية عدم الترشح لولاية أخري رغم ان القانون يسمح له بذلك الا ان الرجل اراد تقديم درس للآخرين فربما رأي انه قد قدم ما يستطيع ولن يمكن له تقديم المزيد فقرر ترك الأمر لشخص آخر يكون قادراً علي التجديد والتطوير ولم نجد او لم نسمع علي الاقل عن ظهور مجموعات من الفرنسيين تناشد "أولاند" الاستمرار في الرئاسة لفترة ثانية بل وتعديل الدستور للسماح له بالبقاء مدي الحياة ولم يتحدث الرجل أو أحد من المحسوبين عليه عن الانجازات والمشروعات العملاقة وأهمية استمراره للحفاظ عليها وعلي الفرنسيين.
ثانياً: ان الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية ضمت 11 مرشحاً نعم 11 مرشحاً يمثلون مختلف التيارات السياسية والفكرية من اليمين المتطرف إلي اليسار ولم نسمع من الفرنسيين أو غيرهم اي استنكار لذلك العدد ولم نجد أحداً يقول انها هوجة مرشحين ولم يستكثر أحد ترشح هذا العدد في الوقت الذي يستنكر فيه البعض عندنا تلويح مجرد تلويح شخص أو اكثر بالترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة.
ثالثاً: عندما انتهي الامر في جولة الاعادة بانحسار المنافسة بين "ماكرون" "ولوبان" وحدث اختراق لرسائل وحسابات ماكرون وحملته.. سارع المدعي العام الفرنسي باصدار حظر علي استخدام تلك الرسائل والحسابات ولم نسمع عن ظهور تسريبات ومكالمات واختراق للخصوصية مثلما يحدث عندنا من البعض.
رابعاً: لم يتوقف الفرنسيون كثيراً عند حكاية ان ماكرون 39 عاماً متزوجاً من سيدة اكبر منه بحوالي 24 أو 25 عاماً بل هي مطلقة وام لثلاثة ابناء لم نجد هذا الامر يشغل بال الفرنسيين ويجعلون منه فضيحة مثلما يحدث من البعض عندنا من التفتيش في الحياة الخاصة ولا مانع من اختراع أي شيء لتلويث سمعة من يفكر مجرد التفكير في اعلان نيته الترشح او رغبته في ظهور مرشحين آخرين.
خامساً: عندما تم اعلان فوز "ماكرون" شهدت العاصمة الفرنسية عدة مدن أخري مظاهرات غاضبة رافضة من انصار اليمين المتطرف تعامل معها الامن بالقانون وبالطريقة التي تكفل السيطرة عليها ولم نسمع عن اتهامات لهؤلاء المتظاهرين بالعمالة والخيانة وتنفيذ مخططات اجنبية وتعامل الجميع مع الامر علي انه وسيلة احتجاج وتعبير عن الرأي وانتهي الموضوع.
سادساً: اثار فوز الشاب "ماكرون" البالغ من العمر 39 عاماً برئاسة فرنسا الكثير من الشجون لدي بعض المصريين بل والعرب حيث انه في الوقت الذي يفوز فيه شاب يبلغ عمره 39 عاماً برئاسة دولة كبيرة لها وزنها وثقلها.. نلجأ نحن إلي تعيين العجائز في بعض المواقع القيادية لتصبح دعوات عام الشباب وخلافه دعوات علي المسئولين.
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف