المساء
عزة يحيى
تعليم "آيل للسقوط"
كشف مؤشر جودة التعليم الصادر عن المنتدي الاقتصادي العالمي خروج مصر من قائمة الترتيب العالمي للتعليم بعد أن كنا نحتل المركز 139 من بين 140 دولة في العام الماضي.
وبالمناسبة هذا التصنيف العالمي يوضع علي أساس اهتمام الدولة بكل العناصر التعليمية من مدارس وطلاب ومعلمين وحجم الانفاق علي التعليم بالنسبة للناتج المحلي.
ومن المفيد أن نذكر انه في يناير الماضي اعلنت وزارة التربية والتعليم صعود مصر في مؤشرات التعليم بتقارير التنافسية الدولية لنحتل المرتبة 134 من اجمالي 139 في مؤشر جودة التعليم الابتدائي والمركز 85 ضمن 139 دولة في نسب الالتحاق بالتعليم الثانوي والمركز 135 ضمن 139 في جودة التعليم العام والعالي والمركز 130 في جودة العلوم والرياضيات.
ولأن الأرقام لغة لا تكذب أو تتجمل ومن خلالها نعرف بدقة مكانة وموقع مصر بالنسبة لدول العالم ومن خلال متابعة كافة التقارير الدولية الصادرة عن البنك الدولي نجد اننا وبكل وضوح في ذيل القائمة في العديد من القطاعات لكني أتوقف هنا أمام وضعنا التعليمي الذي لم يشهد أي تقدم ملحوظ منذ سنوات وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان جميع السياسات التعليمية لم ترق في تعاملها مع قضايا التعليم باعتباره ركيزة مهمة وأساسية في نهضة وتقدم الدولة.
التعليم في بلدنا هو المسئول الأول عن حالة التدهور الاجتماعي والاقتصادي التي وصلنا إليها.
في الحقيقة كنت أتوقع أن يقوم المسئولون عن التعليم وجودته بتقديم كشف حساب حول ما تم انجازه من خطوات في خريطة اصلاح التعليم المفترض أنهم يعملون من أجل تحقيقها بدلا من خروج بعضهم لنفي ما أثير حول خروج مصر من التصنيف العالمي فالقضية أصبحت أكبر من ذلك بكثير فلدينا خلل واخطاء وكل ما تم ويتم هو مجرد سد للشروخ والتصدعات التي جعلت التعليم اشبه ببناية آيلة للسقوط!!
وحتي المشروع القومي لتهيئة طلاب المدارس للتقدم والذي تم وضعه منذ سنوات بهدف تحسين وضعنا في التنافسية الدولية علي أرض الواقع تقدم طلابنا في ابتكار صفحات الغش!!
يا سادة من بوابة التعليم تقدمت دول كثيرة واحتلت مكانة متميزة علي خريطة العالم.
وفي عالم اليوم أصبح التعليم ضرورة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والقادرة علي التنافس عالميا . وبدون اعداد أجيال متميزة لديها القدرة علي تعزيز الابتكار والتفكير الابداعي لن نكون قادرين علي مواجهة تحديات اقتصاد المعرفة التي تجسدها ثورة المعلومات والعلوم.
لقد امضت العديد من الدول سنوات لتنفيذ اصلاحات تهدف للارتقاء بالتعليم وزيادة جودته ونحن اضعنا سنوات في انظمة بالية أوصلتنا لتعليم يعاني من أزمة نتاجها عقول منغلقة وقلوب خربة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف