لا شك أن الشعب المصري يستحق وبجدارة جائزة نوبل في الصبر وتحمل المآسي التي يعيش فيها.. ولكننا يجب أن نعترف أننا جميعا نستحق ما يحدث لنا حاليا.. لأننا صدقنا أن ما حدث في 25 يناير 2011 ثورة حقيقية ثم اكتشفنا أنها كانت مؤامرة غربية صهيونية لتدمير الشرق الأوسط وإعادة تشكيله من جديد طبقا للخطة التي وضعها شيمون بيريز!!
ورغم أن حسني مبارك قالها بكل صراحة وبأعلي صوته "إما أنا أو الفوضي".. إلا أننا لم نصدقه.. وخرجنا في الشوارع نطالب بخلعه وفورًا دون أن يكون هناك بديل له.. فحدثت الفوضي الكبري التي دمرت اقتصادنا وأعادتنا إلي الوراء أكثر من 50 عاما وأصبحنا اليوم نندم علي أيام مبارك ونتمني عودتها من جديد!!
نعم كانت لـ "مبارك" أخطاء هائلة وكان لابد أن يرحل بعد أن أمضي حوالي 30 عاما علي كرسي الحكم وبعد أن ترك مسئولية الحكم في أيدي زوجته وولديه.. ولكن كان يجب علينا أن نوفر البديل أولاً؟! ولكننا لم نفعل!!
الغريب أن البعض يحملّ مسئولية الأوضاع الاقتصادية التي وصلنا إليه اليوم للرئيس عبدالفتاح السيسي رغم أن هذا الرئيس البطل تولي مسئولية الحكم والبلاد أشبه بخرابة كبري "الفوضي تضرب كل مكان.. ولا يوجد أمن ولا أمان في الشارع.. والعصابات الإرهابية تنتشر في العديد من المحافظات وعلي رأسها سيناء والمصانع متوقفة عن العمل.. والسياحة ماتت والكهرباء تنقطع لساعات طويلة كل يوم.. والطوابير تمتد أمام محطات البنزين والمخابز!
ولكنهم يريدون من السيسي أن يحل كل هذه المشاكل الخطيرة في عامين أو ثلاثة.. وكأنه يملك عصا سحرية.. ولا يدركون انه يعيد بناء الدولة من جديد.
كان في امكان السيسي أن يلجأ للمسكنات كما فعله غيره من الرؤساء وأن يوفر احتياجات المواطنين من المأكل والملبس.. ولا يقيم أي مشروعات جديدة ولكنه كان صادقا مع نفسه ورفض أن يخدع شعبه وأصر علي أن يعيد بناء البلاد علي أسس صحيحة حتي لو أدي ذلك إلي فقدان شعبيته في الشارع.. وحتي لو تعرض لهجمات شرسة من معارضيه وبدأ الرئيس في إقامة سلسلة من المشروعات القومية الكبري خلال الأعوام الثلاث الماضية في الوقت الذي يتعرض لحرب من الخارج ومن الداخل أيضا.. وقيام دول أقليمية كبري بتمويل العناصر الإرهابية لارتكاب عمليات تخريبية في البلاد بهدف إسقاط البلاد واستيلاء الجماعات الإرهابية علي الحكم.
انطلقت المشروعات القومية الكبري في العديد من أنحاء البلاد في الصعيد وبورسعيد وشرق قناة السويس وسيناء وغيرها.. وتم تنفيذ المشروع القومي للطرق بتكلفة وصلت إلي 100 مليار جنيه وتم إقامة محطات كهرباء عملاقة وعلي أعلي مستوي بتكلفة 500 مليار جنيه وخلال الايام القادمة سيتم افتتاح العديد من المشروعات الكبري الأخري وعلي رأسها أنفاق قناة السويس التي ستنهي عزلة سيناء إلي الأبد وتسمح بنقل ملايين المصريين للعمل والانتاج هناك.
وللأسف الشديد أن هناك من يشكك في هذه المشروعات وجدواها ويقول بكل غباء إن الشعب لا يريد مشروعات ولكنه يريد أن يأكل ويشرب فقط!! وهؤلاء بالطبع لا يستحقون الرد عليهم!!
الخير قادم قادم بإذن الله.. وسنبدأ في جني الثمار اعتبارا من النصف الثاني من هذا العام وأوائل العام الجديد بإذن الله تعالي.. وإن غداً لناظره قريب!!