المساء
طارق مراد
فساد اينفانتينو وأحمد مجاهد
علي طريقة "إنسف حمامك القديم" قرر مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" في اجتماعاته التي استضافتها مؤخرا العاصمة البحرينية المنامة تغيير تشكيل لجنة الأخلاق والحوكمة تلك اللجنة التي كانت مكلفة بالتحقيق مع قضايا الفساد والرشوة والتي كان متهم فيها العديد من عصابة "الفيفا" السابقة وفي مقدمتهم جوزيف بلاتر السابق وميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي السابق ورغم أن تلك اللجنة مستقلة غير أن جاني اينفانتينو رئيس الفيفا كان حريصا علي تغييرها في إطار سياساته والتي تهدف لفتح صفحة بيضاء جديدة في تاريخ أكبر وأهم و أقوي وأغني منظمة رياضية في العالم استنادا لرغبته في إجراء عملية جراحية وتصحيح شامل لكل لجان وإدارة الفيفا وتغييرها جلودها تماما بوجوه جديدة تتمتع بالسمعة الطيبة والكفاءة الإدارية حتي يتمكن اينفانتينو أن تصبح الشفافية والوضوح والنزاهة في إدارة شئون الفيفا والكرة العالمية ماليا وإداريا وتنظيميا واقعا قولا وعملا بعيدا عن الشعارات الخادعة والعبارات المطاطية فالرجل منذ تولي مسئولية الفيفا وهو يسعي بكل ما يمتلك من جهد ورغبة وإرادة في الإصلاح علي إعادة الوجه المشرق لأهم وأغني وأقوي منظمة رياضية في العالم وإنقاذها من المستنقع الذي قادها إليه رأس الأفعي بلاتر وعصابته وتأكيدا علي أن الشفافية باتت أسلوب وأساس العمل والفعل داخل أروقة الفيفا فقد شهدت اجتماعات المنامة إعلانا رسميا من اينفاتينو لمبدأ الفيفا الجديد ألا وهو أن كرة القدم باتت هي الهدف الذي تعمل من أجله الفيفا وأن المال منذ هذا العصر الجديد أصبح هو الوسيلة للارتقاء والنهوض بكرة القدم وليس العكس وذلك امعانا في تحقيق الشفافية فالرجل قالها صريحة إن الفيفا لم تعد منظمة هدفها الربح المالي.. ولكن هدفها الأول والأخيرة هو رياضة كرة القدم والارباح المالية مجرد وسيلة حقا انه عصر جديد تعيشه الساحرة المستديرة عالميا في هذا العهد بعد حقبة من الزمن كانت خلالها الفيفا قبلة الفساد الرياضي في العالم.. ويحسب لرجل الفيفا الأول قراره باستبعاد قارتي آسيا وأوروبا من الترشح لتنظيم مونديال 2026 لفتح المجال أمام باقي قارات العالم أمريكا الشمالية واستراليا وأمريكا الجنوبية وقارة أفريقيا وهي فرصة للمغرب وهو قرار يؤكد حرصه علي تطبيق معايير الشفافية في عملية اسناد بطولات الفيفا للدول المنظمة وذلك استنادا إلي قارة أوروبا ستنظم مونديال 2018 ممثلة في روسيا ومونديال 2022 تستضيفه قارة آسيا ممثلة في قطر وبالتالي فمن العدل أن يكون الدور علي باقي قارات العالم و هذه الخطوات أسعدت عشاق الساحرة المستديرة علي سطح المعمورة كونها تفتح آفاقا جديدة أكثر اشراقا ورحابة لمستقبل كرة القدم.. فإن .. ولأن الشئ بالشئ يذكر فهناك قضية ساخنة وشائكة للغاية تفرض نفسها حاليا داخل كواليس وأروقة اتحاد الكرة المصري وتتمثل في ظهور تيار قوي من أعضاء مجلس الجبلاية يطالب أبو ريدة ويضغط عليه لاستبعاد أحمد مجاهد عضو مجلس إدارة الجبلاية من رئاسة لجنة رعاية الجبلاية والمنوط بها التعامل مع ملفات الرعاة والشركات الراعية لأنشطة وبطولات اتحاد الكرة بحجة انه تسبب في أكثر من أزمة اثناء المزايدة علي كأس مصر بين الشركات.. وبعيدا عن مدي صحة تلك الأزمات والتي يرد عليها أحمد مجاهد بأنها تأتي في صالحه وتعكس سلامة موقفه كونه يطبق المعايير القانونية بشفافية ووضوح مع الرعاة وتلك الشركات.. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه لماذا أحمد مجاهد شخصية مثيرة للجدل بالنسبة لزملائه من أعضاء الجبلاية.. فأنا شخصيا لدي قناعة بأن أحمد مجاهد كفاءة إدارية هائلة وهو رجل باتت لديه خبرات كبيرة في شئون كرة القدم المصرية ومعروف عنه العمل الدءوب والمتواصل منذ فوزه لأول مرة بعضوية مجلس إدارة اتحاد الكرة وحتي الآن ويحظي دوما بثقة وتقرير أعضاء الجمعية العمومية للجبلاية وهو أكثر أعضاء المجلس تواجدا داخل المقر ليل نهار.. وهو ما يعكس ما يتمتع به أحمد مجاهد من نشاط وحيوية وحب للعمل.. فهل هذه الحرب سببها الغيرة من كفاءته أم من ثقة أبو ريدة فيه وتقديره له والرغبة في الوقيعة بينه وبين رئيس الجبلاية؟! أم ان أحمد مجاهد "مصلحجي" ويفتقد الشفافية وأنتم ملائكة؟! ياريت نعرف الاجابة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف