الأخبار
محمد فتحى
صلاح الدين وعالم سمسم ولقاء الرئيس
في القرن التاسع عشر بزغ نجم الكاتب الإنجليزي والتر سكوت، والذي تزعم اتجاها أدبيا يعني بكتابة الرواية التاريخية الرومانسية، وفي العام 1852 كتب السير والتر سكوت روايته الشهيرة : الطلسم والتي كان بطلها صلاح الدين الأيوبي، وتحدثت الرواية عن الرجل بوصفه قائد حكيم وبطل يتسم بالنبل والشجاعة يعيش في بلاد صدرت للعالم العلم والحكمة لدرجة أنه عالج خصمه ريتشارد قلب الأسد..
نعم.. بعد ثورة يوليو تم تقديم قصة صلاح الدين في الفيلم الشهير الذي أخرجه يوسف شاهين بمبالغات عديدة تمشيا مع حالة المد الثوري التي استخدمت القوة الناعمة أفضل استغلال فزرعت رسائلها في هذا الفيلم الذي أفلست منتجته لكن بقي الفيلم، ولقيت سطوة القوة الناعمة التي قد تغير التاريخ نفسه، وكتب سيناريو وحوار الفيلم اساتذة كبار نذكر منهم يوسف السباعي وعبد الرحمن الشرقاوي بل نجيب محفوظ نفسه، لكن بعد سنوات سيأتي استاذ مخطوطات ذاع صيته بسبب رواية لم يكتب مثلها، ولن، لدرجة تثير تساؤلاتنا جميعا وتساؤلات أي أستاذ أسلوب وخطاب، ليصف صلاح الدين بأحقر شخصية في التاريخ.
حسنا.. ما المراد من ذلك الآن ؟؟!! ولماذا هذه القضية تحديدا لاسيما وقد تحدث فيها من قبل في احد كتبه غير المشهورة ؟؟ ولماذا لا يأخذ الموضوع بعدا نقاشيا في مكانه الطبيعي بعيدا عن هدم الصورة الذهنية التي توارثتها الأجيال، بل وتحدث بها قبل ما يزيد علي قرن روائي إنجليزي شهير؟؟..
لا أعرف.. ما أعرفه هو أننا في معارك سخيفة ومجانية ليس هذا توقيتها بالمرة..
معارك يمكن تسميتها بمعارك الرفاهية. معارك بلد يتكئ علي تاريخه اكثر مما ينظر لمستقبله. معارك موروثات نتحدث في هدمها ولا نتحدث في إعادة بناء العقل المصري من جديد.. ربما يكون هناك أمل لو فكرنا في:
1) التعليم: يتحدثون عن نظام جديد للثانوية العامة. متفائل بالدكتور طارق شوقي أستاذا وأخاف عليه وزيرا فهل نحميه؟ يتحدث الرجل في (مصر تستطيع) مع زميلنا أحمد فايق عن المدارس اليابانية. هنا يجب تحية الجندي المجهول فايزة ابو النجا مستشار الأمن القومي التي لا تريد اي ظهور إعلامي وتكتفي بالعمل في هذا الملف وغيره من بعيد، لكن فلنبدأ من تعليم ما قبل المدرسة
2) الطفل: عالم سمسم يعود برعاية من شركة تأمين بينما الدولة لا تدعم هذا البرنامج التعليمي الترفيهي المتميز، وحري بها أن تفعل، فيما لا تزال مجلة (نور) للأطفال الصادرة عن الأزهر الشريف نقطة نور مهمة تحتاج لدعمنا جميعا ولتسويق افضل ولظهور اعلامي مكثف ولاهتمام من مؤسسة الرئاسة. أتذكر مداخلة للرئيس مع صناعها ووعد بلقاء لم يتحقق.. لعل المانع خير
3) خطاب ديني تنويري: ما قاله سالم عبد الجليل ليس جديدا علي اسماعنا والرجل تم تقديمه كبش فداء لكن اين اصل هذا الفكر والذي يسمح بتصنيع دواعش في زوايا ومساجد لاتسيطر عليها الأوقاف التي لا تمتلك رؤية حقيقية ولا الأزهر الذي اختصر في إمامه الأكبر فدخل معه معاركه التي فرضت عليه ودفعت عنه فواتيره التي يدفعها رغم وجود عمل تحت السطح لا يعرف عنه احد شيئا..
4) الشارع: رجل الشارع هو المعني.. هو الذي يجب ان تصل اليه جهود الدولة وفكرها وثقافتها وفنها وقراراتها وانجازاتها ورسائلها.. آسف ان اقول ان رجل الشارع لا يمثله احد في الاعلام او البرلمان او الحكومة..
الحل أن ندرك ونفهم ونرتب اولوياتنا لا ان ندخل في معارك مع التاريخ تحرمنا من المستقبل
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف